1. 

   إعداد / د. صديق بن صالح فارسي

2. 

   اجتماعي

لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۚ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20)

نهاية الأمر، وغاية الوجود، ومصير الأمم في يوم الجمع الذي لا ريب فيه، هو إلى فريقين، أصحاب الجنة التي طال شوقها إليهم، وأصحاب النار التي اشتد سعيرها لهم، (وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ).

فأصحاب النار: هم من باعوا مقاعدهم في الجنة واشتروا بتكذيبهم وظلمهم وعنادهم ومعاصيهم نصيبهم من العذاب الأليم والمهين في دركات النار وبئس القرار، علاوة على ما ينالهم من الخزي والهلاك وسوء الخاتمة في الدنيا والعياذ بالله.

وأصحاب الجنة: هم الذين ظفروا برضوانه تعالى بإيمانهم وعملهم الصالح، فملكهم الله الجنة وأورثهم إياها بكل ما فيها من النعيم المقيم والملك الكبير الذي لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، لا يحول ولا يزول، (وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا)، فصارت مستقراً لهم، فهم يومئذٍ أصحابها: (أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا)، علاوة على ما آتاهم من الحياة الطيبة في الدنيا وحسن الخاتمة عند انقضاء الآجال، فهل يستويان مثلاً؟

(مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَىٰ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)، فالفرق كبير بين الفريقين، في سلوكهم وفي أخلاقهم وتصرفاتهم وفي أعمالهم، وفي تفكيرهم، وفي طريقة حياتهم، وفي العاقبة التي ينتهى إليها كل فريق، (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)، (أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ)، بالحياة الطيبة في الدنيا، وبنعيم الجنة في الآخرة.

‏