• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الجمعة 2024-09-06

خطبة الجمعة 3 / 3/ 1446هـ

فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي في خطبة الجمعة : إذا كان الأجل غيباً، وقد يكون اليوم أو غداً وإن غداً لناظره لقريب فإن أهل البصائر يعقدون العزم على الاستعداد بحسن الزاد، يتفقد المرء عبادته، ويسبر مسار صلاحه ويراجع علاقته بخالقه.

  • تسجيل اعجاب 1
  • المشاهدات 53
  • التعليقات 0
  • Twitter
خطبة الجمعة 3 / 3/ 1446هـ
  1. icon

    وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي

  2. icon

    خبر

  3. icon

    السعودية

  4. icon

    المدينة المنورة

خطب وأم المصلين فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي إمام وخطيب المسجد النبوي. 

وبعد حمد الله بدأ فضيلته بقوله : مات فلان كلمة تتردد في كل وقت وأن، وتطرق الأسماع في كل حين؛ تغير مجرى الأحداث، وتشكل منعطفاً في الواقع، وصدمة في الحال؛ ففلان هذا كان قبل يروح ويجي، يحلم ويتمنى، ويأمل ويطيل الأمل، ويتقلب في دنياه وفي بيته بين أولاده وأسرته.

لقد كان يأمر وينهى، ويمشي في الأرض مرحاً؛ فإذا به قد أسلم الروح إلى باريها، وغدا جثة هامدة، شاخص البصر، لا يملك لنفسه شيئاً، ولا يقدر على شيء.

في هذه اللحظة لم يعد الموظف الكبير وصاحب السلطان العظيم؛ نزعت الألقاب وسقطت النياشين؛ خرج من منزله الواسع وقصره المنيف بلباس البياض، إلى حفرة يهال عليه التراب.

وحين ترى فلاناً مسجى جثة هامدة لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً؛ تتبين لك حقيقة ضعف الإنسان مهما تكبر، وعجزه مهما تعالى؛ فمن يرى نفسه الأرقى نسباً والأرفع حسباً والأكثر مالاً والمتغطرس والمتعالي؛ هذه نهاية قصته بالحياة الدنيا.

مات فلان؛ خبر يوقظ القلوب، ورسالة تذكير بالمآل المحتوم؛ قال عمر رضي الله عنه: "كل يوم يقال مات فلان وفلان ولا بد من يوم يقال فيه مات عمر".مات فلان؛ خبر مفجع؛ وهو أشد وقعاً وأوجع حالاً حين يتعلق الأمر بأحد والديك أو ولدك أو أخيك أو صديقك الحميم؛ والناس يتفاوتون في تحمل الصدمة عند تلقي الخبر على قدر إيمانهم، وبقدر رسوخ الإيمان يتحلى المرء بالصبر والاحتساب والرضا بقضاء الله وقدره

إذا كان الأجل غيباً، وقد يكون اليوم أو غداً؛ وإن غداً لناظره لقريب؛ فإن أهل البصائر يعقدون العزم على الاستعداد بحسن الزاد، يتفقد المرء عبادته، ويسبر مسار صلاحه ويراجع علاقته بخالقه؛ ويراجع كشف حسابه، ومسيرة عمله وصلاته، حقوق الآخرين عليه، بر والديه، صيامه، زكاة ماله، قراءة القرآن، موقفه من حدود الله من المناهي والمحرمات. وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام: «قال لي جبريل: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه» رواه البيهقي وحسنه الألباني.

بعد موت فلان؛ تنتشي الألسن بالحديث عن أثره وآثاره، وحسناته وأخلاقه، الجار يثني على حسن جواره، والقريب يقدر صلته وإنفاقه، والفقير يذكر صدقته وإحسانه.

يرحل أقوام وتبقى صحيفة أعمالهم ممتدة، وحسناتهم تتدفق وتتزايد؛ بوقف خالد، أو ولد صالح، أو علم في الأرض سائر؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» رواه مسلم.

ومنهم من إذا مات تثاقلت الألسن عن ذكر أثره، ووصف عمله؛ لسوء خلقه، وشناعة عمله؛ بل قد يدعو عليه مظلوم من شدة ما وجد من ظلمه؛ فكم من حقوق سلبها؟ ومظالم اقترفها؟ أو عمل شائن خلده بعد موته؟ مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة فقال: «مستريح ومستراح منه، قالوا: يا رسول الله، ما المستريح والمستراح منه؟ قال: العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد، والشجر والدواب» رواه البخاري.

أضف تعليقك...

  • 5148 زيارات اليوم

  • 47904475 إجمالي المشاهدات

  • 3002979 إجمالي الزوار