الاثنين 2024-12-30
الآية (91) سورة النمل، اللقاء (27)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
إِنَّمَا أُمِرتُ أَن أَعبُدَ رَبَّ هَذِهِ ٱلبَلدَةِ ٱلَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُۥ كُلُّ شَيء وَأُمِرتُ أَن أَكُونَ مِنَ ٱلمُسلِمِينَ (91)
ثم جاءت الآيات بمسك الختام للخطبة والموعظة التي افتتحها سبحانه- بقوله: (قُلِ ٱلحَمدُ لِلَّهِ وَسَلَٰمٌ عَلَى عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصطَفَى ءَآللَّهُ خَيرٌ أَمَّا يُشرِكُونَ)، والخطاب موجه للرسول - وكل من سار على نهجه ممن يدعون الناس إلى الهدى والتقى، وإقامة شرع الله- وفيها الخلاصة لمنهج الدعوة، وهي أولًا. (إِنَّمَآ أُمِرتُ أَن أَعبُدَ رَبَّ هَذِهِ ٱلبَلدَةِ)، أي ليبدأ الداعي بنفسه، ثم بمن يليه الأقرب فالأقرب، بالدعوة إلى عبادة الله - بالحكمة والموعظة الحسنة، بيده أو بلسانه أو بقلبه، (ٱلبَلدَةِ ٱلَّذِي حَرَّمَهَا)، أي مكة المكرمة، وخصت بالذكر : تشريفا لها، ففيها البيت الحرام، والذي حرمها هو الله- حيث جعلها سبحانه- حرماً آمنًا، من دخلها كان آمنًا، تهوي إليها أفئدة المؤمنين، قال عليه الصلاة والسلام:(هذِهِ مَكَّةُ، حرَّمَها اللَّهُ عزَّ وجلَّ يومَ خلقَ السَّمَواتِ والأرضَ، لم تحلَّ لأحدٍ قَبلي، ولا لأحدٍ بَعدي، وإنَّما أُحِلَّت لي ساعةً مِن نَهارٍ، وَهيَ ساعَتي هذِهِ، حرامٌ بحرامِ اللَّهِ إلى يومِ القيامةِ، لا يُختَلى خَلاها، ولا يُعضَدُ شَجرُها، ولا يُنفَّرُ صَيدُها، ولا تَحِلُّ لُقطَتُها إلّا لمُنشدٍ)، وكما أنه سبحانه - ربّ هذه البلدة، فهو أيضاً رب السماوات والأرض، (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، (وَلَهُ كُلُّ شَيء). ثانيًا. أن يكون الداعي ومن يدعوهم على دين الإسلام، (وَأُمِرتُ أَن أَكُونَ مِنَ ٱلمُسلِمِينَ)، فمن يدعو إلى شيء يخالف تعاليم الإسلام، فهو على غير هدى من ربّه - (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)!
أضف تعليقك...