1. 

   رغد الزايدي

2. 

   تقرير

3. 

   السعودية

4. 

   المدينة المنورة

مشروع تطوير المساجد التاريخية في المدينة المنورة يعد أحد أبرز المبادرات التي تعكس الاهتمام الكبير بالموروث الديني والحضاري للمدينة، و يهدف هذا المشروع إلى إعادة ترميم وتأهيل مجموعة من المساجد التاريخية التي تحمل قيمة دينية وتراثية عميقة، لتعزيز دورها في المجتمع وتحقيق التوازن بين الحفاظ على التراث المعماري القديم واستخدام التكنولوجيا الحديثة لضمان استدامتها، وذلك ضمن مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، والذي تعد المدينة المنورة جزءاً من المرحلة الثانية للمشروع، وسيتم تنفيذ عمليات الترميم من قبل شركات سعودية متخصصة، لضمان الحفاظ على الخصائص المعمارية القديمة للمساجد مع تطبيق معايير البناء الحديثة. يهدف المشروع إلى إحياء الطابع الحضاري لهذه المساجد، وإبراز دورها الديني والثقافي ضمن رؤية المملكة 2030. وتُعد المدينة المنورة موطناً لعدد من المساجد التي شهدت أحداثاً تاريخية مهمة، حيث وضعت هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة خطة شاملة بالتعاون مع الجهات المعنية والمجتمع المحلي لترميم هذه المساجد وإعادة تأهيلها، من بين هذه المساجد التي تخضع للترميم ضمن المشروع: مسجد الجمعة، السبعة مساجد، ومسجد الراية. يهدف المشروع إلى إظهار هذه المواقع الدينية والتاريخية بصورة تلائم مكانتها وتاريخها العريق، فضلاً عن كونها جزءاً من الهوية الثقافية للمدينة المنورة. المساجد المرممة وقد بدأت هيئة تطوير المدينة المنورة ، العمل على تطوير بعض المساجد بدايتاً، من مسجد الجمعة وهو من أقدم المساجد في المدينة المنورة، وقد شهد أول صلاة جمعة في الإسلام، و  يسعى مشروع الترميم إلى إعادة إحياء هذا المسجد، ليس فقط من خلال إعادة تأهيل بنيته التحتية، ولكن أيضًا من خلال تطوير الساحات المحيطة به وإثراء تجربة الزوار ثقافيًا وروحانيًا، كما بدأت الهيئة بتطوير وترميم مسجد القبلتين، الذي يذكر بتغير القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة، وقد ركز المشروع على تطوير هذا المسجد و توسعة ساحاته وزيادة الطاقة الاستيعابية للمصلين، مع إنشاء مرافق جديدة تخدم الزوار، من بين هذه المرافق، تم إنشاء مواقف للسيارات والحافلات، وتخصيص مناطق مشاة، وتطوير الغطاء النباتي حول المسجد لتوفير بيئة مريحة للزوار، كما يهدف المشروع إلى إنشاء مركز ثقافي ومعارض تجارية تروي تاريخ المسجد، مما يخلق فرصاً اقتصادية ويعزز من تجربة الزائرين.كما تم ترميم  مسجد خيف الحزامي في منطقة وادي الصفراء، والذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الحادي عشر الهجري على يد أمير الحج المصري رضوان الفقاري، و يُعد المسجد من النماذج المميزة التي تخضع للتطوير ضمن هذا المشروع، حيث سيتم توسيع مساحته وزيادة طاقته الاستيعابية، و يسعى المشروع إلى الجمع بين أساليب البناء القديمة والحديثة في بنائه ، مما يعكس تواصل التراث العمراني في المنطقة مع التطورات المعمارية المعاصرة.أثر المشروع على السياحة الدينيةيُعد ترميم المساجد التاريخية في المدينة المنورة جزءاً لا يتجزأ من تطوير السياحة الدينية في المملكة العربية السعودية، حيث يعزز المشروع من مكانة المدينة المنورة كوجهة روحية وثقافية مهمة، من خلال توفير بنية تحتية حديثة تعكس القيم التراثية العميقة للإسلام،كما أن إعادة تأهيل المساجد التاريخية تساهم في جذب الزوار وتعزيز الوعي بتاريخ المدينة وأهميتها في الإسلام.ختامًا يسعى المشروع إلى ضمان استدامة هذه المساجد من خلال الحفاظ على خصائصها المعمارية التراثية مع إدخال تقنيات حديثة تضمن استمراريتها للأجيال القادمة، فدمج التطورات المعمارية الحديثة مع التراث الإسلامي العريق يُظهر رؤية المملكة نحو التطوير المستدام الذي يحافظ على الهوية الإسلامية ويواكب المتطلبات الحديثة.و بفضل هذه الجهود، تشهد المدينة المنورة نقلة نوعية في مجال الحفاظ على التراث الإسلامي، لتظل هذه المساجد منارات تاريخية تعكس عمق الحضارة الإسلامية وروحانيتها، وتجسد رؤية المملكة 2030 في تعزيز الهوية الدينية والثقافية وتطوير السياحة الدينية.