• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الخميس 2018-08-23

المملكة والحج

  • تسجيل اعجاب 1
  • المشاهدات 747
  • التعليقات 1
  • Twitter
المملكة والحج
  1. icon

    بقلم / أ.د. غازي بن غزاي العارضي

  2. icon

    جميع مقالات الكاتب

  3. icon

    قصصي

المستقرئ للتاريخ البشري، يقف على معالم الحج لدى الأمم الغابرة سواء بتشريع رباني يُعظم فيه رب العزة والجلال بمختلف القربات والعبادات، أو ابتداع بشري تنال فيه الأوثان والأصنام برموزها وطقوسها مطمع عبّادها لنيل البركات واستجلاب الخيرات ودفع الشرور والتخلص من الأرواح الشيطانية.

ويتميز الحج في الإسلام بخلوصه من أوضار الجاهلية ومخاريقها وخزعبلاتها، ويتجسد التوحيد ماثلاً وناطقاً في حركات الحاج وسكناته، واقواله وافعاله، وظاهره وباطنه، وحاولت قريش جاهدة في جاهليتها أن تضفي على الحج صبغة صنمية خادعة، تتوائم مع التناقض الصارخ مع الكعبة رمز التوحيد الأعظم في الوجود، وبين أوثانها المنصوبة حول الكعبة وعلى الصفا والمروة، ابتداء بتغيير التلبية ( وقولهم : لبيك اللهم لبيك، لبيك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك ) مما كان له ردود فعل عنيفة لدى المتحنفين الأوائل الذين لم تهضم عقولهم وفطرهم هذا العبث التعبدي المعوج، لكنهم لا يملكون من القوة المادية وقوة الخطاب الدعوي، ما يناكف التراكمات الوثنية التي أكل عليها الدهر وشرب.

وبإكرام البشرية ببعثّة خاتم الأنبياء والرسل - نبينا وسيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم - ودعوته المباركة وجهاده الزكي في بحر ثلاثة وعشرين عاماً، تطهرت وتحررت مكة والجزيرة العربية من الوثنية، وظهرت معجزة غيبية تاريخية قبل أوانها وهي : تحديد مواقيت الإحرام لأقاليم وبلدان ترزخ تحت نير الوثنية ولم يدخلها الإسلام، مثل مصر والعراق والشام، وتأكيداً من النبي صلى الله عليه وسلم بطي تاريخ الجاهلية برمته أرسل قبل حجه بعام أبابكر وعلياً رضي الله عنهما، يناديان أن لا يحج البيت بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان.

وفي السنة العاشرة من الهجرة، حج عليه الصلاة والسلام، واعلن في خطبة حجة الوداع الميثاق التشريعي الرباني، ببطلان كل أمور الجاهلية من الدماء والمعاملات الربوية، وإعلان حقوق المرأة الإسلامي العالمي، وترسيخ دستور الأمة والعالم أجمع حكماً ومنهجاً (القرآن الكريم) وإعادة منهجية الإسلام الحنيف نقية من كل أوشاب وكدر لوثات الجاهلية ومخلفاتها عبر مسارب الزمان والمكان.

ومنذ ذلك الزمن تصدت الدولة الإسلامية، ابتداء بالعهد النبوي والراشدي لخدمة الحج والحجيج بكل كفاءة واقتدار ثم توارثت الدول الإسلامية المتتابعة تلك الخدمة والعمارة، كل دولة حسب قدرتها، تسلم الراية لمن بعدها تلقائياً وعفوياً، وبتطاول الزمن بعد انتقال دار الخلافة من المدينة النبوية، أصبحت مكة والمدينة تتبع شرفيا أقوى دولة تظهر في العالم الإسلامي، ويُدعى لسلطانها على منبري المسجد الحرام والمسجد النبوي، وبحيادية تامة وشفافية كاملة، فإن طرق الحج والمدينتين الشريفتين والمشاعر المقدسة لم تخلو من حوادث مأساوية يتنازعها الخوف المفزع، والجوع المدقع، والعسر المرهق، والذي كان غالباً في بعض الحقب التاريخية، ولا يمكن أن يتجاهل الكاتب الجهود الضخمة التي بذلتها بعض الدول الإسلامية والمحسنون الأخيار من رجالات الأمة ونسائها في خدمة الحج والحجيج والمسجدين العظيمين والمشاعر المقدسة.

ولكن واسطة العقد الذي نال قصب السبق بلا منازع لدى كل منصف ومحايد هي : الدولة السعودية (حرسها الله) بما حباها الله من نصرة دعوة التوحيدً والوحدة على مائدتها المستديرة، وما فتح عليها من خزائن الأرض، فوحدت الجزيرة العربية التي مزقتها الحروب الأهلية الدموية، وانهكها الجوع والخوف والمرض والجهل زمناً ليس بالقصير، ودخل الحكم السعودي إلى الحجاز في كل أطوار الدولة السعودية، والخوف وقطع الطرق وفرض الاتاوات وسرقة الحجيج سيد الموقف التاريخي يومئذٍ وبنسب متفاوتة، وبتوحيد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الجزيرة العربية في كيان موحد هو : المملكة العربية السعودية، طويت إلى غير رجعة كل مآسي وذكريات الخوف والاستغلال والابتزاز للحاج بكل ألوانه وأشكاله.

ودُشنت منذ عام 1345هجرية ورشة عمل مستمرة لم تتوقف يوماً واحداً حتى يومنا هذا، ورُصدت لها بلايين الريالات لبناء جميع مرافق المدينتين المقدستين وعمارة المسجدين العظيمين وتطوير المشاعر المقدسة وفق أرقى أدبيات الفكر الحضاري وتقنياته، ولم يقتصر العطاء على البعد المادي، بقدر ما اتصل إلى كل الأبعاد الصحية والأمنية والدعوية الخ، واغتبط رأس الدولة السعودية بلقب خادم الحرمين الشريفين بمرسوم ملكي كريم، ولا يمر عام دون أن يشهد الحجاج بأعينهم التطور الحضاري النوعي الذي يسابق الزمن في كل المرافق المتصلة بالحجاج والزائرين والمعتمرين منذ دخول المملكة براً وبحراً وجواً حتى عودتهم إلى أوطانهم، دون أن يتعرضوا لأي مخاطر تُذكر.

وتحاول بعض الدوائر السياسية والإعلامية المدفوعة باجندات معادية أن تقلل من هذا العطاء المدرار الذي لا ينضب منذ أكثر من تسعة عقود، عبر دعاوى خالية من البينات والبرهان، دافعها الحقد ومؤززها البغي والعدوان، متخذين من بعض الحوادث التي ليس للسلطات السعودية فيها شاة ولا جمل، متعلقاً وسبباً ومغمزا، ويضيق المقام عن استعراض بعض الحوادث الموثقة لبعض الأطراف التي أخذت على عاتقها كل عام افتعال فرقعات ومواقف إجرامية، ادينوا بها وباعترافات علنية، لاتدع عقل المراقب المحايد حيراناً، محاولة تلك الأطراف وبإصرار دائم التشكيك في قدرات الدولة السعودية، التي تقف لخططهم ومؤامرتهم بالمرصاد وإجهاض أكثرها قبل حدوثها، وحين يأسوا من هذا الدور الإجرامي، انتقلوا إلى المربع السياسي الواهن، بزعم تسيس المملكة للحج، ونسوا أن المملكة لم تُقدم على نسبة تحديد عدد الحجاج إلا بعد مشاورة واتفاق وإجماع من الدول الإسلامية ومراجعها السياسية والشرعية والإعلامية في اتفاق معلن منشور.

إن من حق المملكة ومسؤوليتها وواجبها الشرعي والسياسي والسيادي حماية الحجاج، بمنع دخول كل من يحمل أمراضاً معدية، أو يُدخل متفجرات وأسلحة غير مرخصة، أو منشورات محرّضة، أو عناصر إجرامية مخرّبة، فهل يعتبر ذلك تسيساً سياسياً ؟؟؟، أم هي مسؤوليات سيادية لكل دولة في مشارق الأرض ومغاربها على أرضها ؟؟؟

إن خادم الحرمين وولي عهده الأمين وحكومته الرشيدة، ماضون في رعايتهم وخدمتهم وحمايتهم للديار والمشاعر المقدسة ومسجديها العظيمين غير ملتفتين وآبهين لتلك الأصوات النشاز التي فشلت في خرق الإجماع الإسلامي على الاعتراف الريادي لخدمة المملكة وحقها الريادي في رعاية المشاعر المقدسة, واعترافاً من المملكة بنعمة الله ومنته عليها، واحتساباً لطلب الثواب والأجر من ذي الجلال والإكرام، ونهوضاً بواجب المسؤولية والأمانة في حماية المشاعر المقدسة وقاصديها وحق السيادة على أرضها، فلن تثنيهم تلك الحناجر الكاذبة، والألسنة الفاجرة، والأبواق المأجورة, في الاستمرارية والديمومة والتطوير لكل ما يتصل بخدمة الحجاج والزائرين والمعتمرين في حلهم وترحالهم، والرقي الممنهج بالمسجد الحرام والمسجد النبوي والمشاعر المقدسة ومكة والمدينة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفقك الله فقد وفقت في كتابة المقاله آنفة الذكر وأوضحت خلالها مايعايشه الحجاج من حقائق ، من أمن ويسر وتمكين لهم من أداء مناسكهم على أكمل وجه .
واا يسعهم إلا أن يشكروا الله ويدعون لهذه البلاد بالعزوالتمكين ولا شك أن الأمه في أمس الحاجة إلى من يتناول مثل هذه المواضيع بإنصاف وشفافيه ، وهذا ما يلاحظه من يقرأ ماكتبه فضيلتكم . وفقكم الله ونفع الأمه بعلمكم .

إبراهيم المغذوي 2018-08-24 المشاهدات 1

أضف تعليقك...

 
  • 4922 زيارات اليوم

  • 48630736 إجمالي المشاهدات

  • 3011850 إجمالي الزوار