-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
لا تهدم، بل ابنِ:
إن التركيز على السلبيات فقط، وعدم تقدير النجاحات، مهما كانت بسيطة، يشبه من يهدم بفأسه فرص النجاح في نفوس الآخرين. فكثير من الناجحين كانوا ثمرة كلمة طيبة سمعوها من والدٍ واعٍ، أو أمٍ حانية، أو مربي مخلص. وعلى النقيض، كم من أناس ضلوا طريقهم بسبب كلمة خبيثة دمرت بداخلهم الأمل والطموح، كما أشار القرآن الكريم: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ} (إبراهيم: 24-26).
قوة الكلمات:
الكلمات كالسهم، إما أن تصيب الهدف وتدفع صاحبه نحو النجاح، أو تهدم عزيمته وتسحبه نحو الفشل. القول بأن الفشل صفة موروثة في الإنسان افتراء بلا دليل، فالله تعالى يقول: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} (التين: 4).
والنبي ﷺ أكد ذلك بقوله: "كل مولود يولد على الفطرة حتى يُعرِبَ عنه لسانُه، فأبواه يُهوِّدانِه، أو يُنصِّرانِه، أو يُمجِّسانِه". وهذا الحديث الشريف يبرز دور الوالدين والمربين في بناء نجاح الأبناء أو تعثرهم.
رسالة إلى المربين:
من لم يكن قادرًا على بناء النجاح في نفوس الأبناء، عليه أن يدرك حجم المسؤولية وأثرها. الأبناء أمانة في أعناق الآباء والمربين، فإن قصروا في رعايتهم، قد يصبحون عبئًا على المجتمع ويفسدون في الأرض.
تجربتي في بناء النجاح:
أعطيت هذا الموضوع اهتمامًا كبيرًا، بدءًا من إخواني ثم أبنائي، والآن مع أحفادي.
أحرص على:
1. الحفاظ على كرامتهم واحترام آرائهم.
2. بناء شخصياتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
3. تدريبهم على تحقيق النجاح تدريجيًا.
معالجة الأخطاء:
• أتوقع منهم الأخطاء كجزء من نموهم واكتساب الخبرات.
• أتعامل مع إخفاقاتهم بصبر وسعة صدر، مع تشجيعهم على التعلم من أخطائهم.
• أركز على نجاحاتهم الصغيرة، وأثني عليهم بأفضل الكلمات.
أدوات التحفيز:
• استخدام الألقاب المحفزة والعبارات الإيجابية.
• تقديم النصائح بلطف وبأسلوب بناء.
• التحلي بالصبر حتى يتكامل بناء شخصياتهم تدريجيًا.
الخلاصة:
• النجاح يُصنع، والفشل وسيلة لتحقيقه.
• كبير القوم هو الأقدر على التأثير وصناعة النجاح فيمن تحت رعايته.
فاتقوا الله في هذه الأمانة، والله هو الهادي إلى سواء السبيل.
أضف تعليقك...