الثلاثاء 2025-01-21
الآيات (75-89) سورة الشعراء، اللقاء (13)
تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
{قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ * الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ * رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ * وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ * وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ * وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}.
بعد أن أثبت إبراهيم عليه الصلاة والسلام لقومه بطلان عبادة الأصنام، حيث إنهم لا يسمعونهم ولا ينفعونهم ولا يضرونهم، {قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ}، فما كانت حجتهم إلا أنهم كانوا يقلدون آباءهم، {قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ}، وهم بذلك يعطلون عقولهم التي منّ الله تعالى بها على عباده -وهذه مصيبة كُبرى على الإنسان الجاهل، فالعلم ينور العقول، ويصقل الفطر، وينقي الضمائر- عندئذٍ تبرأ مما يعبدون من دون الله، وأخذ يعلمهم ويدعوهم ويبيّن لهم أن الله هو الذي خلقهم وهداهم لما يصلح أمرهم، وهو الذي يطعم ويسقي ويشفي ويميت ويحيي، وهو الذي نطمع أن يغفر لنا خطايانا يوم الدين، ثم اختتم دعوته بهذا الدعاء العظيم الذي يجدر بكل مؤمن أن يدعو به ويحافظ عليه، {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}، إلى: {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}، أي: سليم من الشرك، ومن الأمراض، لأنه موضع نظر الرب، قال عليه الصلاة والسلام: (إِنَّ اللهَ لا ينظرُ إلى أَجْسامِكُمْ ولا إلى صُورِكُمْ، ولكنْ ينظرُ إلى قُلوبِكُمْ).
أضف تعليقك...