الأربعاء 2025-01-15
الآيات (52-60) سورة الشعراء، اللقاء (10)
تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
{وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ * فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ * فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * كَذَٰلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ * فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ}.
بعد أن حقت كلمة العذاب على فرعون وقومه، الذين أصرّوا على كفرهم وعنادهم وعدم استجابتهم، أوحى سبحانه لموسى -عليه السلام- بأن يخرج بمن معه من المؤمنين من مصر، وأمره بأن يأخذوا حذرهم؛ لأنهم متبعون من فرعون وجنده، أما فرعون فقد أخذ يجيّش الجيوش من مختلف المدائن، ويهيجهم على موسى ومن معه، ويحرضهم على قتالهم لأنهم قليلون لا عدة لهم ولا عتاد، وأنهم غائظون له بعدم امتثال أمره بعبادته، والإقرار بربوبيته -عليه لعنة الله- وأنه يحذر من أن يبدل موسى ومن معه من المؤمنين دين المصريين أو أن يفسدوا في أرضهم، فكان ذلك سببًا لإنفاذ أمر الله، بأن يخرجهم من الجنات والنعيم، من رغد العيش وطيب الثمار والقصور والأنهار، والكنوز من الذهب والأموال والمناصب والرتب والمقامات الكريمة، ليلحقوا بموسى وقومه، وكانوا متجهين نحو الشرق، {فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ}، كما أنه سبحانه منح القوم الذين كانوا يستضعفون، "بني إسرائيل"، الحرية في التنقل في الأرض، بين مشارقها ومغاربها، بعد أن كانوا مستعبدين مقهورين مذلولين في أرض مصر، {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا}.
أضف تعليقك...