الجمعة 2024-12-06
الآيات 20- 26 سورة النمل، اللقاء (09)
تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)
وهذه قصة أخرى لهذا النبي الكريم، والملك العظيم، الذي لم يصرفه ملكه الذي لم يؤت الله تعالى - مثله لأحد من بعده، عن شكر ربّه- فعندما غاب عن موكبه طائر الهدهد، توعده بالعذاب الشديد أو ليذبحنه، وذلك حسب ما يتضح عن سبب غيابه، وهذا من حكمته عليه السلام- كما جعل له مخرجاً من ذلك الوعيد بقوله: (أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ)، أي ببيّنة تبرر سبب تخلفه.
وهنا تعلمنا الآية: كيف نحكم على من ارتكب خطأً ممن استرعانا الله تعالى- عليهم، ثم ما لبث إلا قليلاً حتى جاءه الهدهد، وقد جند نفسه للدعوة إلى الله- وأخبره بأنه وجد ملكة تُسمى بلقيس، لقبيلة تُدعى سبأ، قد زيّن لهم الشيطان السجود للشمس، لئلا يعبدوا الله- (الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ)، أي الخفي، وقيل معناه هنا: الغيب، واللفظ يعم كل خفيّ في السموات والأرض، فأين المهرب أو الملجأ ممن يخرج الخبء، من تغيب عنه غائبة في السر ولا في العلن، الذي لا إله غيره، المستحق لأن يُوحّد وأن يُعبد وألا يُشرك به أحد أو شيء من دونه، (رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)، أي: صاحب السلطان القاهر فوق كل شيء، والمُلك المطلق لكل شيء.
أضف تعليقك...