الأربعاء 2024-11-20
الآيات (86-88) سورة القصص، اللقاء (43)
تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
{وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يُلْقَىٰ إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِّلْكَافِرِينَ * وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ ۖ وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ ۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۘ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}.
ختم سبحانه وتعالى هذه السورة بهذه الوصايا الخمسة العظيمة لرسوله ولأمته من بعده إلى يوم الدين، فبعد أن بيّن سبحانه أن هذا الكتاب، "أي القرآن الكريم"، هو رحمة منه -عز وجل- بهذه الأمة المحمدية المباركة، بدأ بالوصية الأولى وهي: {فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِّلْكَافِرِينَ}، ينهى سبحانه عن مناصرة وتأييد الكافر الذي لا يتبع آيات الله وسنة رسوله، ولو كان من أقرب الأقربين إليك، فلا تأخذك في الله لومة لائم، ثانيًا. {وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ}، لا تحيد عن اتباع آيات الله تعالى بعد أن علمتها وتعلمتها، ولو أجبروك أو تكالبوا عليك، ثالثًا. {وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ}، الدعوة إلى سبيل الله مهمة كل مؤمن، بقدر استطاعته، بيده أو بلسانه أو بقلبه، رابعًا. {وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، النهي عن الشرك بالله، فالله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، خامسًا. {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ}، قال عليه الصلاة والسلام: (يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت على أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ، ولو اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ).
أضف تعليقك...