الاثنين 2024-11-18
الآيات (83-85) سورة القصص، اللقاء (41)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
{تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ * مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاءَ بِالْهُدَىٰ وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}.
في ختام هذه السورة المباركة تحدثنا الآيات عن ثلاث حقائق عظيمة من سنن الله - في عباده، أولاً. أن السعادة في الآخرة للمتواضعين الذين لا يتكبرون في الأرض ولا يفسدون فيها، قال عليه الصلاة والسلام: (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله)، وأن العاقبة الحسنة في كل أمر من أمور الدنيا وفي الآخرة: هي للذين يتقون الله- في أقوالهم وأعمالهم وعلى كل أحوالهم، ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، ثانياً. إن الله - يجازي بالحسنة التي يعملها المؤمن خيرا منها، (وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)، ويجازي على السيئة بمثلها، ثالثاً. (إِنَّ ٱلَّذِي فَرَضَ عَلَيكَ ٱلقُرءَانَ)، أي إن الذي فرض عليك أحكام القرآن وأوامره ونواهيه، إذا التزمتها وطبقتها في حياتك، قادر ولا يعجزه شيء، ووعد ولن يُخلف الله تعالى - وعده، بأن يعيد ما قد مضى، ويرجع ما قد فات، ويرد الأشياء والناس والأحداث إلى فطرتها الصالحة التي فطرها عليها أول مرة، (لَرَآدُّكَ إِلَى مَعَاد)، والردّ : إرجاع شيء إلى حاله أو مكانه، واستحسن بعض الفضلاء: الدعاء بهذه الآية وغيرها من آيات القرآن الكريم، عند السفر، أو عند طلب المفقود أو جلب المعهود من الخير، راجين استجابة دعائهم وحصول مأمولهم، (إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ ٱلغَفُورُ ٱلوَدُودُ * ذُو ٱلعَرشِ ٱلمَجِيدُ * فَعَّال لِّمَا يُرِيدُ )!
أضف تعليقك...