الخميس 2024-11-14
الآيات (79-82) سورة القصص، اللقاء (40)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
فَخَرَجَ عَلَىٰ قَومِهِۦ فِي زِينَتِهِۦۖ قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلحَيَوٰةَ ٱلدُّنيَا يَلَيتَ لَنَا مِثلَ مَآ أُوتِيَ قَٰرُونُ إِنَّهُۥ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٖ (79) وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلعِلمَ وَيلَكُم ثَوَابُ ٱللَّهِ خَيرٞ لِّمَن ءَامَنَ وَعَمِلَ صَلِحٗا وَلَا يُلَقَّىهَآ إِلَّا ٱلصَّٰبِرُونَ (80) فَخَسَفنَا بِهِۦ وَبِدَارِهِ ٱلأَرضَ فَمَا كَانَ لَهُۥ مِن فِئَةٖ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلمُنتَصِرِينَ (81) وَأَصبَحَ ٱلَّذِينَ تَمَنَّواْ مَكَانَهُۥ بِٱلأَمسِ يَقُولُونَ وَيكَأَنَّ ٱللَّهَ يَبسُطُ ٱلرِّزقَ لِمَن يَشَآءُ مِن عِبَادِهِۦ وَيَقدِرُۖ لَولَآ أَن مَّنَّ ٱللَّهُ عَلَينَا لَخَسَفَ بِنَاۖ وَيكَأَنَّهُۥ لَا يُفلِحُ ٱلكَٰفِرُونَ (82)
لقد بهر قارون الذين لا هم لهم إلا الحياة الدنيا وزخرفها والاستكثار منها، عندما خرج يتبختر أمامهم بموكبه وحاشيته وجلبته وهيلمانه، فتمنوا أن لو كانوا مثله، وكذلك هم ضعاف الإيمان، يجذبهم المنظر، ولا يهتمون بالمخبر، أما الذين أوتوا العلم بالله - وشرعه وعرفوا حقائق الأمور، فقد زجروهم عن أحلامهم تلك، وبيّنوا لهم أن (ثَوَابُ ٱللَّهِ خَير لِّمَن ءَامَنَ وَعَمِلَ صَلِحا)، فالإيمان والعمل الصالح هما سبيلا السعادة والفوز في الدنيا والآخرة، وذلك يحتاج إلى الصبر على طاعة الله- والصبر عن المعاصي، والصبر على الابتلاء والمحن، أما الكفر فمصيره الهلاك مهما طال أو استطال، (فَخَسَفنَا بِهِۦ وَبِدَارِهِ ٱلأَرضَ)، والعياذ بالله- فلم يجد له من ينصره أو يدفع عنه الهلاك، عندها أدرك الذين كانوا يتمنون أن يكونوا مثله من قومه، أن الأرزاق بيد الله- وحده، يبسطها لمن يشاء بفضله، ويقدرها على من يشاء بحكمته، (لَولَآ أَن مَّنَّ ٱللَّهُ عَلَينَا لَخَسَفَ بِنَا)، وعلموا أن الله سبحانه- قد أراد بهم خيراً عندما قدر عليهم الرزق، وأن الغنى أو الفقر ليس معياراً للخيرية في الحياة، ولكن التقي هو السعيد!
أضف تعليقك...