الثلاثاء 2024-11-12
الآيات (76-77) سورة القصص، اللقاء (38)
تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
{إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}.
مهما كنت أيها الإنسان فستجد مثلًا لك في آيات القرآن، لتكون تذكرة وموعظة للمتقين الذين يؤمنون بصدق وعد الله ووعيده، وسننه في خلقه التي لا تتبدل ولا تتغير، فإن كنت من أصحاب الأموال الطائلة أو المناصب العالية، فاعلم أن المال مال الله، وأنك مؤتمن على هذا المال، وقد سن الله له سننا، وبيّن ما ينبغي وما لا ينبغي في أمور المعاملات، فمن أدّاها غنم في الدنيا وفاز في الآخرة، ومن حاد عنها، خسر الدنيا والآخرة، ومن تلك الأمور ما تحكيه لنا هذه الآيات عن قصة قارون، أولًا- أنه بغى بأمواله على قومه، أي تكبر وتجبر وطغى عليهم، ثانيًا- رفض نصيحة قومه: {إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}، والفرح هنا أي البطر والخيلاء والتكبر، ثالثًا- كان عليه أن يبتغي بأمواله رضا الله عز وجل، بأداء الحقوق كالزكاة والنفقات الواجبة شرعًا، مع أخذ نصيبه وحظه وإنفاقه بما أمر الله به وشرع، رابعًا- الإحسان للفقراء والمحتاجين، والأعمال التطوعية والهبات والهدايا وغيرها، {وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ}، خامسًا- ألا ينفق تلك الأموال في أمور محرمة، ليفسد بها في الأرض، {وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}، إلا أنه لم يستجب لأمر الله فخاب وخسر.
أضف تعليقك...