• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الخميس 2024-09-12

الآيات 01-05 سورة المسَد، اللقاء (01)

تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!

  • تسجيل اعجاب 1
  • المشاهدات 378
  • التعليقات 0
  • Twitter
الآيات 01-05 سورة المسَد، اللقاء (01)
  1. icon

    إعداد / د. صديق بن صالح فارسي

  2. icon

    اجتماعي

تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ (1) مَآ أَغنَىٰ عَنۡهُ مَالُهُۥ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصلَىٰ نَارٗا ذَاتَ لَهَبٖ (3) وَٱمرَأَتُهُۥ حَمَّالَةَ ٱلۡحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبلٞ مِّن مَّسَدِۭ (5)


 

افتتحت السورة "بالتبات" وذلك من براعة استهلال القرآن لآيات الوعيد والتهديد، و (تَبَّت يَدَآ)، أي خسرت و هلكت، أو قُطعت، والكلام فيه تقريع، وأذانٌ من الله عز وجل بالهلاك لمن يؤذي رسوله، (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ). وأَبو لَهَبٖ: يمكن أن تكون الكنية لكل من يؤذي رسول الله وذلك لكونه صائرا إلى لهيب جهنم، واللهب ألسنةُ النار إذا اشتعلت وزال عنها الدخان، (وَتَبَّ)، لتأكيد الخسارة والهلاك لمن يؤذي رسول الله عليه الصلاة والسلام، في حياته أو بعد وفاته، روي عن ابن عباس: (أنَّ النبيَّ ﷺ خَرَجَ إلى البَطْحاءِ، فَصَعِدَ إلى الجَبَلِ فَنادى: يا صَباحاهْ - فاجْتَمعتْ إلَيْهِ قُرَيْشٌ، فَقالَ: أرَأَيْتُمْ إنْ حَدَّثْتُكُمْ أنَّ العَدُوَّ مُصَبِّحُكُمْ أوْ مُمَسِّيكُمْ، أكُنْتُمْ تُصَدِّقُونِي؟ قالوا: نَعَمْ، قالَ: فإنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ فَقالَ أبو لَهَبٍ: ألِهذا جَمَعْتَنا تَبًّا لَكَ، فأنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: ﴿تَبَّتْ يَدا أبِي لَهَبٍإلى آخِرِها). وأبو لهب: هو أحد أعمام النبي صلى الله عليه وسلم واسمه عبد العزى بن عبد المطلب وامرأته هي: أروى بنت حرب بن أمية. (مَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُ مَالُهُۥ وَمَا كَسَبَ)، فمهما بلغت ثروته وممتلكاته وما اكتسبه من مناصب ومكانة وسلطة، كل ذلك لا ينقذه من عذاب النار ، "و ما" في قوله: ما أغنى: يجوز أن تكون نفيا، ويجوز أن تكون استفهاما، بمعنى أي شيء أغنى عنه ؟و"ما " الثانية في قوله: وما كسب، يجوز أن تكون بمعنى الذي، ويجوز أن تكون مع الفعل مصدرا: بمعنى ما أغنى عنه ماله وكسبه"، وهذا من بلاغة لغة القرآن، وقوله تعالى (سَيَصۡلَىٰ نَارٗا ذَاتَ لَهَبٖ)، لزيادة تقرير المناسبة بين اسمه وبين ما يُعذب به، إذ أنه هو أبو لهب، والنار التي يُعذب بها ذات لهب، وبين لَفظي لهب، الأول، ولهب، الثاني، الجناس التام، وهو من محسنات لغة القرآن. (وَٱمۡرَأَتُهُۥ حَمَّالَةَ ٱلۡحَطَبِ)، أي قرينته في النار ، التي تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنيتها حمالة الحطب، وذلك تحقيراً لها وإظهاراً لخساسة حالها، لحملها الشرور والآثام العظام، وحمالة الحطب يمكن أن تكون الكنية لكل من تؤذي رسول الله سواء في حياته أو بعد وفاته. (فِي جِيدِهَا حَبۡلٞ مِّن مَّسَدِۭ)، زيادة فى تبشيع صورتها، وتحقير هيئتها، والجيد: العنق، والمسد: الليف المتين الذي فتل بشدة، يقال: حبل ممسود، أي مفتول فتلا قويا، ويذكر أن هذه الآية نزلت في زوجة أبي لهب، حيث كانت تحمل حطباً وشوكاً فتلقيه في طريق النبي ﷺ لتؤذيه، وكانت تمشي بالنميمة، وتسعى للإضرار بالمسلمين، (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا)!

تمت السورة، ولله الحمد والمنّة، وبه التوفيق والعصمة!

أضف تعليقك...

  • 3356 زيارات اليوم

  • 48923431 إجمالي المشاهدات

  • 3016304 إجمالي الزوار