الأربعاء 2024-07-31
الآيات (01-10) سورة الشمس، اللقاء (01)
تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي

-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}.
يقسم الله تعالى بآيات عظيمة من آياته الكونية الدالة على ذاته العلية، ولها دورها وآثارها في حياة الناس والحيوان والنبات، ولها دلالتها الواضحة على وحدانيته -تعالى- وكمال قدرته، وبديع صنعه، {مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ}، والواوات الواقعة بعد الفواصل واوات قَسَم، وكل من الشمس والقمر، والنهار والليل، والسماء والأرض، من أعظم مخلوقات الله، وهي أكبر من خلق الإنسان، {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}، ونفس الإِنسان: أكرمها ذاتًا ومعنىً، وتتأثر سلبًا وإيجابًا بحركة تلك الآيات المسخرة له، حيث كرمه الله وفضله على كثير ممن خلق تفضيلًا، {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}، وسواه في أحسن تقويم وأجمل خلقة وميزه بالعقل، {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}، ثم عرفه طريق الشر وطريق الخير، وأعطاه الإرادة في اختيار ما يريد، وجعل تزكية النفس سبب الفلاح، وأن التقصير في إصلاحها سبب الخسران، وجواب القسم: أن من اتبع طريق الخير فقد أفلح، ومن دنّس نفسه باتباع طريق الشر، فقد خاب وخسر، {وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}.
أضف تعليقك...