الاثنين 2024-07-29
الآيات 11-16 سورة البلد، اللقاء (04)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!

-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
فَلَا ٱقتَحَمَ ٱلۡعَقَبَةَ (11) وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوۡ إِطۡعَٰم فِي يَومٖ ذِي مَسغَبَةٖ (14) يَتِيمٗا ذَا مَقرَبَةٍ (15) أَوۡ مِسكِينٗا ذَا مَترَبَةٖ (16)
إيماءً لجواب القسم الذي افتتحت بِه السورة وهو قوله تعالى: (لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِي كَبَدٍ)، فكأن سائلا يسأل: كيف الخلاص من كبد الحياة ومسؤلياتها؟ فتأتي هذه الآيات ببيان أن الخلاص يكون باقتحام العقبات التي تعترض طريق الإنسان في هذه الحياة، (فَلَا ٱقۡتَحَمَ ٱلۡعَقَبَةَ)، الاقتحام يعني الدخول بشدّة ومشقة، و"لا" هنا بمعنى هلا، والمقصود: مجاهدة النفس، وقسرها على مخالفة هواها وشهوتها، وحملها على ما يرضي الله تعالى (وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡعَقَبَةُ)، العقبات في حياة المؤمن كثيرة، وعلى قدر إيمان المؤمن يمتحن بالعقبات، قال عليه الصلاة والسلام: (أشدُّ الناسِ بلاءً الأنبياءُ، ثم الأمثلُ فالأمثلُ، يُبتلى الرجلُ على حسَبِ دينِه، فإنَّ كان في دينِه صُلْبًا، اشْتدَّ بلاؤه، وإن كان في دينِه رقةٌ ابْتُليَ على قدْرِ دينِه، فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ حتى يتركَه يمشي على الأرضِ وما عليه خطيئةٌ). والاقتحام: يكون بالأعمال الصالحة، وأداء التكاليف الشرعية، وأعلاها فك رقبة، قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (من أعتقَ رقبةً مؤمنةً أعتقَ اللَّهُ منْهُ بِكلِّ عضوٍ منْهُ عضوًا منَ النّارِ حتّى يعتقَ فرجَهُ بفرجِهِ)، (أَوۡ إِطۡعَٰمٞ فِي يَوۡمٖ ذِي مَسۡغَبَةٖ) أي ذي حاجة شديدة للطعام، (يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ) أي ذا صلة قرابة ورحم، ففيه أجر إطعام اليتيم وصلة الرحم، (أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ)، المسكين هو المحتاج للمساعدة، ومَتْرَبَةٍ: كناية عن أنه لاصق بالتراب من شدة حاجته، لمرض، أو لكثرة عيال، أو سوء معيشة!
أضف تعليقك...