-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
وقفات تأمّلية: حول قول الحق تبارك وتعالى:
(قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21) قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22)
وقوله سبحانه:
(قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25) عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا (26)
فإذا كان خير خلق الله تعالى وأكرمهم وأفضلهم لا يملك لأحد من الجن أو الإنس (ضَرًّا وَلَا رَشَدًا)، وإن كان لا يجد له من دون الله تعالى مهرباً من قضائه وقدره، ولا ملجأ منه سبحانه إلا إليه، وإن كان عليه صلوات ربي وسلامه لا يدري متى يأتي اليوم الذي يحكم الله تعالى فيه بشأن عباده، ومتى ينتقم من العصاة الظالمين، ومتى ينتصر للمستضعفين والمظلومين، ومتى يرفع أقواما، ومتى يضع آخرين، ولا يعلم شيئا من أمور الغيب التي لا يعلمها إلا الله تعالى وحده.
فكيف إذاً نخاف ممن هم سواه من الجن أو الإنس؟ وكيف نرجو من لا يملك الضر ولا النفع من دون الله تعالى؟ وكيف نحتمي بمن لا يجد لنفسه الحماية من قضاء الله وقدره؟ وكيف نصدق من يدعي علم الغيب، ومن يعدنا بما لا يملك، ومن يتوعدنا بما لا يستطيع، ومن يخوفنا من المستقبل، ومن يحسد أو يسحر أو يحقد أو يكره، كل ذلك ليس بمقدور أحد إلا أن يشاء الله سبحانه ما يشاء من قضائه بعدله، وقدره بحكمته عز وجل، (وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)، وجاء عنه عليه الصلاة والسلام: (يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ، احفَظِ اللهَ يحفَظكَ، احفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللهَ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللهِ، واعلَم أنّ الأمَّةَ لو اجتَمعت على أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللهُ لَكَ، وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللهُ عليكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ).
أضف تعليقك...