• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الخميس 2023-05-11

لا حزن يستحق الحزن بعد ذلك الحزن

  • تسجيل اعجاب 2
  • المشاهدات 656
  • التعليقات 0
  • Twitter
لا حزن يستحق الحزن بعد ذلك الحزن
  1. icon

    إعداد / د. صديق بن صالح فارسي

  2. icon

    اجتماعي

يا صاحبة القلب المليان حكاوي وأحزان...

يا صاحب القلب العاشق المغرم الولهان...

تعالوا معي نعيش تلك الأيام التي فاضت بها الأحزان، وتفطر من أجلها الوجدان، أيام طالها النسيان، وطوتها صفحات الزمان تحتاج منا إلى الاستلقاء، والعودة إلى الوراء، وإغماض العينين، وإرخاء اليدين، وبسط الكفين، وأخذ نفس طويل عميق، وإبطاء الزفير والشهيق، وإمعان العقل والفكر والوجدان في ماضي ذلك الزمان، حيث كان الرسول بيننا، يتلو لنا كتاب ربنا، ويرعى الرحمة حولنا، والوحي يتنزل عليه، والصحابة بين يديه، والحكمة على لسانه وشفتيه.

قلوب قد تفانت في حبه، وأجساد تكاتفت في وده، وأرواح تعانقت بقربه، لا حقد في القلوب، ولا حسد في النفوس، ولا مكر في الرؤوس، لا المكائد بيننا، ولا المكر لبعضنا، ولا حزن يملأ قلبنا.

إنها حياة النبي عليه صلوات ربي وسلامه، والذين معه أشداء على الكفار، رحماء بينهم ...!

وفي وسط هذه الحياة الجميلة، وهذا النعيم، وهذه السعادة الغامرة والفرحة العامرة بوجود حبيبنا ورسولنا فيما بيننا، وإذا بالأصوات تتعالى، والذعر ينتشر بين الناس، ويرتفع البكاء والنحيب، معلنًا موت الحبيب...!

لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، تخيل هذا المصاب الجلل، والفاجعة الكبرى، والمصيبة العظمى، تخيل مدى الألم والحسرة والندم على فقد أغلى حبيب، وأعظم الناس قدرًا ومكانة ومنزلة في القلب، من أبوك وأمك، وخالك وعمك، وابنك وبنتك، وأهلك ومالك ومن الناس أجمعين...!

بموت رسول مات كل إحساس في قلوبنا...

بموت رسول الله مات كل ألم في نفوسنا...

بموت رسول الله تجمد الدم في عروقنا...

بموت رسول الله نسينا كل أحزاننا...

بموت رسول الله فقدنا الشعور بالألم، وفقدنا كل الإحساس بالظُّلَم، وفقدنا البكاء والعويل، وفقدنا الجزع والنحيب، فلا شيء بعدك يا حبيبي يا رسول الله يستحق الحزن، ولا شيء بعدك يتألم له القلب، ولا شيء بعدك تتحسر عليه النفس.

كل من أصابه حزن أو ألم، أو هم أو غم، بفقد حبيب أو غياب وليف أو قريب...

كل من أصابه مرض أقعده، أو دين أرهقه، أو سجن قيّده...

كل من اكتوى بنار، أو أصابه دمار، أو لحقه عار وشنار...

كل من فقد الدار، وتشرد في القرى والأمصار، وتمرغت قدماه في الغبار...

كل تلك المصائب والأحزان تُنسى وتزول، إذا ذكرت مصيبتك بموت الرسول، فليس بعد الحزن على فراقه حزن، وليس بعد الهم والغم بموته شيء يُذكر...

كلما تذكرت موت حبيبك، قلبك يرضى بما يصيبك...

كلما أصابك هم أو غم، فقل لا شيء يستحق الحزن بعدك يا رسول الله...

كلما خانك الزمان وغدر، فأعلم أنه بعد موت الحبيب، لا شيء يستحق العناء أو الكدر، فلا تقل لي أن في القلب حكاوي وأحزان، بل قل في القلب على فراق الحبيب ألم ووجدان.

وهكذا هو المؤمن أو المؤمنة، ليسوا معصومين من الأخطاء، ولكنهم يتوبون من قريب، وإذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون.

أضف تعليقك...

  • 2060 زيارات اليوم

  • 48789483 إجمالي المشاهدات

  • 3014187 إجمالي الزوار