• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الثلاثاء 2019-09-17

التوكل على الله

  • تسجيل اعجاب 1
  • المشاهدات 967
  • التعليقات 0
  • Twitter
التوكل على الله
  1. icon

    إعداد / أحمد عبدالله الجهني

  2. icon

    ديني

التوكل على الله من أجل وأسمى العبادات القلبية فهو عبادة الصادقين، وسبيل المخلصين، وتعريف التوكل: صدق اعتماد القلب على اللّه تعالى في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة.

ومن أعظم ثمراته: أنه سبب في سعة الرزق: قال صلى الله عليه وسلم: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصاً وتروح بطاناً". [رواه أحمد والترمذي والحاكم وغيرهم وصححه الألباني]. وهو سبيل إلى قضاء الدين: قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ. والتوكل على الرحمن يقي من الشيطان: قال تعالى: ﴿إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [النحل: 99]. ويُذهب التشاؤم: فقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك وقال: "الطيرة شرك ولكن الله يذهبها بالتوكل" [رواه الترمذي وصححه الألباني]. والتوكل الحق طريق إلى دخول الجنة بغير حساب ولا عذاب: ففي صحيح مسلم عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يدخل الجنة من أمتى سبعون ألفاً بغير حساب قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون".

والتوكل يجمع شيئين :أحدهما: الاعتماد على الله، والإيمان بأنه مسبب الأسباب، وأن قدره نافذ، وأنه قدر الأمور وأحصاها وكتبها سبحانه وتعالى. الثاني: تعاطي الأسباب، فليس من التوكل تعطيل الأسباب بل التوكل يجمع بين الأخذ بالأسباب والاعتماد على الله، ومن عطلها فقد خالف الشرع والعقل؛ لأن الله عز وجل أمر بالأسباب وحث عليها سبحانه وأمر رسوله بذلك وفطر العباد على الأخذ بها، فلا يجوز للمؤمن أن يعطل الأسباب بل لا يكون متوكلا حقيقة إلا بتعاطي الأسباب، ولهذا شرع النكاح للعفة وحصول الولد وأمر بالجماع، فلو قال أحد من الناس أنا لا أتزوج وأنتظر الولد بدون زواج لعد من المجانين، وليس هذا من أمر العقلاء، وكذلك لو جلس في البيت أو في المسجد يتحرى الصدقات لم يكن ذلك مشروعا ولا توكلا بل يجب عليه أن يسعى في طلب الرزق ويعمل ويجتهد مع القدرة على ذلك. ومريم -رحمة الله عليها- لم تدع الأسباب، ومن قال ذلك فقد غلط، وقد قال الله لها: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فكلي واشربي .... )الآية [مريم: 25، 26]، وهذا أمرٌ لها بالأسباب، وقد هزت النخلة وتعاطت الأسباب، حتى وقع الرطب فليس في سيرتها ترك الأسباب، أما وجود الرزق عندها وكون الله أكرمها به وأتاح لها بعض الأرزاق فلا يدل على أنها معطلة للأسباب بل هي تتعبد وتأخذ بالأسباب، وإذا ساق الله لبعض أوليائه من أهل الإيمان شيئا من الكرامات فهذا من فضله سبحانه لكن لا يدل على تعطيلهم الأسباب فقد ثبت عن نبينا أنه قالاحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن، وقال سبحانه: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) [الفاتحة: 5] فشرع لعباده العبادة له والاستعانة به وكلتاهما من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، والآيات الدالة على ذلك كثيرة،  وأخيرًا أسال سبحانه وتعالى أن يجعلنا من المتوكلين المخلصين له، إنه سميع قريب.

أضف تعليقك...

  • 1667 زيارات اليوم

  • 48789090 إجمالي المشاهدات

  • 3014187 إجمالي الزوار