-
إعداد / أحمد عبدالله الجهني
-
ديني
الخشوع من أعظم العبادات القلبية، وهو معنى يلتئم من التعظيم، والمحبة، والذل، والانكسار، قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: «أَصْلُ الْخُشُوعِ لِينُ الْقَلْبِ وَرِقَّتُهُ وَسُكُونُهُ وَخُضُوعُهُ وَانْكِسَارُهُ وَحُرْقَتُهُ.
فَإِذَا خَشَعَ الْقَلْبُ تَبِعَهُ خُشُوعُ جَمِيعِ الْجَوَارِحِ وَالْأَعْضَاءِ؛ لِأَنَّهَا تَابِعَةٌ لَهُ»
وقد أمر الله تعالى به، يقول سبحانه: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [المؤمنون:1-2]، ويقول سبحانه: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) [البقرة:45]، وكان صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث الذي أخرجه مسلم، يقول في ركوعه في الصلاة: (خشع لك سمعي، وبصري، ومخي، وعظمي، وعصبي)، وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم من حديث أبي هريرة عند النسائي بإسناد صحيح قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (مثل المجاهد في سبيل الله - والله أعلم بمن يجاهد في سبيله - كمثل الصائم، القائم، الخاشع، الراكع، الساجد) فهذا يدل على منزلة من حقق الخشوع، والحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن عثمان بن عفان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: (ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيُحسن وضوءَها، وخشوعها، وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤتِ كبيرة، وذلك الدهر كله).
ومن أعظم ثمرات الخشوع: طرد الشيطان، وفيه الرفعة والمكانه التي ذكرها الله سبحانه، ويورث صاحبه أخلاق محمودة، ويرد العبد إلى حكم العبودية والبعد عن الكبر لأن معنى الكبر ينافس العبادة، ويحصل به من تفاضل الأعمال، وتفاوتها، فكم من الفرق بين اثنين كل منهما قائم في الصف يصلي، هذا خاشع، وهذا لم يخشع!.
وسائل الخشوع في الصلاة كثيرة نذكر بعض منها: ومن ذلك الاستعانة واللجوء إلى الله ليرزقه الخشوع ويوفقه إليه، معرفة أهمية الصلاة وقيمتها، وإسباغ الوضوء، ووضع اليد اليمنى على اليسرى في الصّلاة، وهي ممّا يعين على الخشوع، والنّظر إلى موضع السّجود أثناء الصلاة، معرفة أنّ أجر الصلاة إنّما يكون بمقدار خشوع المصلي فيها، فالخشوع روح الصلاة، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم كسببٍ للخشوع، ترك النظر إلى المشتتات التي تشغل المصلي عن صلاته، ومحاولة إزالتها قبل الصلاة، والتخلص من الانشغال بهموم الدنيا، والتدبر في الآيات التي يقرؤها الإمام والتفكّر فيها، ومعرفة أن الخشوع سبب لمغفرة الذنوب، واتباع أفعال النبي عليه الصلاة والسلام والاقتداء به في الصلاة، واجتناب الانشغال بالثياب أو أعضاء الجسم، فالطمأنينة ركن من أركان الصلاة، والحرص على أداء السنن الرواتب.
وأسال الله أن يجعلنا من الخاشعين له.
أضف تعليقك...