-
إعداد / أ.د. بسمة جستنية
-
ديني
(إن الله يدافع عن الذين آمنوا): صورة من صور حفظ الله تعالى للإنسان. إنّه لا يدفع عنهم الشر، بل يدافعه عنهم! وفي هذا الماحة إلى ضراوة ما سيلاقونه وتعدد أشكاله وتنوّع صوره, إنّه بعباده المؤمنين حفيظ حفظاً خاصّاً؛ معه الحب، والرعاية، والقدرة والرحمة .
-يتسلل الخوف إلى فؤاد أبي بكر ،فينظر إليه صاحبه العظيم ويقول: "ما ظنّك باثنين الله ثالثهما "؟ هنا تتشتت المخاوف وتزول الرعشة.
وإذا العناية لاحظتك عيونها نم فالمخاوف كلّهنّ أمانُ
-يلتجئ إليه فتية الكهف ويسألونه الهداية فيلجئهم إلى كهف بلا باب، مفتوح للبشر والهوام والسباع، ولكنّه يريد حفظهم فيلقي عليهم أحد جنوده. إنّه جندي الرعب!! فلا يقترب من الكهف أحد إلا وانتزع الرعب رغبته في التقدّم فتراه يُهرع خائفا: (لو اطّلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا), ثق بضعفك.. ثق بهزال رأيك.. ثق بفقرك.. ثم اجعل قلبك معلّقا بالله ,احفظ الله؛ يحفظك ثم اشمخ على مصائب الدنيا، سينجيك الله منها كما أنجى ذا النون في ظلمات ثلاث: ظلمة البحر، والليل وبطن الحوت.
ثم يواجه ذلك السيل من الكروب بكلمة واحدة: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين).
فتصعد تلك الأحرف الضعيفة, تخترق بطن الحوت والبحر والليل تصعد إلى السماء، فيسمعها الملائكة فيقولون: يا رب صوت معروف من مكان غير معروف ؛فيجيء الفرج .. ويجيء الحفظ.. ويجيء العفو.. فيلقيه الحوت بالساحل.. وينبت عليه الحفيظ شجرة من يقطين.
كلّنا في هذه الحياة ذو النون.. والحياة قد التأمت علينا بكروبها.. ولن ينجينا منها إلا: (لا إله إلا أنت سبحانك.. إني كنت من الظالمين).
أضف تعليقك...