• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الثلاثاء 2025-02-04

رحم الله من كان مثالًا للعطاء والتفاني وحب الآخرين

  • تسجيل اعجاب 1
  • المشاهدات 23
  • التعليقات 0
  • Twitter
رحم الله من كان مثالًا للعطاء والتفاني وحب الآخرين
  1. icon

    مبارك الدوسري

  2. icon

    تعزية

  3. icon

    السعودية

  4. icon

    وادي الدواسر

الحمد لله وحده ولا راد لقضائه وقدره.

فجعت مُحافظة وادي الدواسر يوم الأحد الثالث من شعبان من عام 1446هـ، الموافق الثاني من فبراير من عام 2025م، بفقد واحدًا من أبنائها المخلصين، من أصحاب العطاء في المجال التطوعي والمجتمعي وفعل الخير ومساعدة الآخرين، ومن رموز التربية والتعليم الراحل عبدالله بن محمد بن ظافر الذي رحل عن دنيانا عن عمر يناهز 66 عامًا بعد مرض ألم به بشكل مفاجئ لم يمهله طويلًا.

عرفتُ أبا محمد من أيام الشباب حيث جمعنا العمل الوظيفي سويًا عدة أعوام، كما كان زميلًا في العمل الكشفي، وكانت تجمعنا سويًا هواية حب التراث وجمع المقتنيات الشعبية، فضلًا عن العمل التطوعي والمجتمعي، فما وجدته طيلة الأعمال أو الزمالة التي جمعتنا إلا نموذج فاضل في روحه الطيبة وإنسانيته وصدقه وإخلاصه، كان خفيف الظل، شديد الرقة، لطيف النكتة، صاحب ابتسامة لا تفارقه، يُسعد من يصاحبه في السفر أو الحضر، نذر حياته لخدمة طلابه، وأخلص لمجتمعه وقبل ذلك كله حريص على دينه وعباداته وتشجيعه لكل عمل خير ينفع الآخرين ويُقرب من رب العالمين.

لقد استطاع بكرمه وحسن خلقه وتعامله، وطيب قلبه وتواضعه وحبه الخير أن يأسر قلوب الجميع ويمتلكها، فكل من عمل معه يقدره ويحترمه ويحبه ويكبره لما وجدوا فيه من صفات دعتهم إلى أن يبادلوه ذلك الشعور وتلك المشاعر فقد كان كما وصفه أحد الزملاء في إحدى المناسبات بقوله: "أنت كأزهار الربيع ما أن تداعبها النسائم العليلة، حتى تنثر أريجها في كل مكان."

يا محبي أبا محمد: عزاؤكم عزاء جميل، وصبركم صبر جميل، لقد رحل حبيبكم وقدوتكم ومثلكم، لكنه قبل رحيله ذوب حبه وسقاكم إياه بسيرة زكية تفوح أريجًا وعطاءً، وأضفى عليه كونًا من المشاعر والأحاسيس التي تجعله خالدًا في كل نابض من عروقكم بعد أن كتب قصة نجاح وكفاح في مجالات عدة سخر لها كل حياته ووقته وجهده من أجل بلاده وابنائه وأهله.

لم ترحل أبا محمد وإنما أنت باق في قلوب محبيك الذين اصطفوا في جامع متعب بالمئات ليشهدوا الصلاة على جنازتك، واحتشدت بهم المقبرة ليشيعوك وهم يغالبون دموعهم، كما شهد مكان العزاء أرتال من البشر أتوا يعزون أنفسهم فيك، والذين أكدوا لي دون أن يتحدثوا ولم ينطقوا ببنت شفة أنك لم ولن تغب، فأنت حاضر من خلال الإرث العظيم الذي تركته في كل شيء وضعت بصمتك عليه من أجيال نشأتها، أو معلمين اتخذوك قدوة، أو ممارسي العمل التطوعي الذين وجدوا فيك الشعف، والتعاطف، والاستعداد الدائم للمساعدة، والسلوك الإيجابي، وأخلاقيات العمل التطوعي، وحرصك على العمل بروح الفريق الواحد.

رحلت عن أعيننا.. لكنك ستبقى في سويداء قلوبنا.. وفي أعماق ذاكرتنا.. مثالًا للمواطن الصالح، والتربوي والإنسان والرياضي القدوة، والقائد الكشفي الملهم، وعاشق العمل التطوع بحب وتفان.

اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيرًا منها، اللهم اغفر لـ (عبدالله بن محمد بن ظافر)، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح في قبره ونور له فيه، اللهم أكرم نزله ووسع مدخله، وأبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وأعذه من عذاب القبر وعذاب النار، اللهم زد في حسناته وتجاوز عن سيئاته، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده – آمين.

رحمك الله أبا محمد.. وطبت حيًا وميتًا.

أضف تعليقك...

  • 3359 زيارات اليوم

  • 49094302 إجمالي المشاهدات

  • 3019015 إجمالي الزوار