• icon لوحة التحكم
  • icon

icon الثلاثاء 2025-01-28

تجربة

  • تسجيل اعجاب 2
  • المشاهدات 195
  • التعليقات 0
  • Twitter
تجربة
  1. icon

    بقلم / مرضيه بنت حسن الصحبي

  2. icon

    جميع مقالات الكاتب

  3. icon

    اجتماعي

من أخبرك بأنك معلم جيد؟ وأنك معلمة صبورة؟ لماذا هذا الغرور يا سادة!

نحن نسمع الكثير.. ونشاهد عبر المنصات الأغرب.. ولكن أين هي الحقيقة؟

لقد انقطعت عن الكتابة عدة أشهر لن أقول شعرت بالملل أو لم أجد ما أتحدث عنه، لكن تعددت الطرق وكثرت الأفكار فتشتت العقل ما بين ما يريده ويقوم به القلب، الحياة ملأى، والنفس تذهب، وحينما تحفظ درسها، تعود محملة بعبر، وألم، وربما جراح. والحياة مراحل ونحن في اختبار لنتعلم كيف نتكيف مع حياتنا.

إن الأنسان يتعلم بالخطأ، صحيح، لكن في بعض الأحيان تبقى ندوب ولا تزول، ولكن الأهم هو كيفية التعامل معها.

دعوني أقول لكم أحدى تجاربي:

في يوم من الأيام وبعد انتهاء اليوم الدراسي، أقبلت علي متعبة بل عيناها تشتعلان نارًا، لم تنطق بكلمة وعلى غير عادتها. ارتعبت مما شعرت به اتجاه هذا البركان فسألتها بصوت هادئ:

ـ لما أنتِ هكذا ماذا حدث لكِ؟ ألقت علي بنظرات، شعرت بألم في صدري حزنًا عليها.

فقالت لي: عملي الفني لم تقبله معلمتي. بل قامت بفكه كله أمام الصف وأمرتني بإعادته.

وألحقت هذه الجملة بشهقة حارقة، فضممتها إلي قليلًا، لا أخفيكم شعرت بشيء من الحزن، لكن يجب أن يكون جوابي لها منصفًا عادلًا ولا يكون إجحافًا بحق معلمتها.

غادرت إلى غرفتها، بينما أنا أخذت أرتب أفكاري وكلماتي، وبعد مدة سألتها: ما هو الخطأ في العمل؟ وهل ارتفع صوتها! وكان له دوي في المكان؟ هل قالت لك كلمات سيئة؟ أم قامت بشرح الخطأ وأعادت لك كيفية بناء العمل من جديد؟

وهنا كانت الصدمة قالت: (شرحت لي ووضحت لي بصوت هادى ولم تسئ لي أبدًا، لكن عملي صحيح). ففرحت بين وبين نفسي قفلت لها ولِمَ هذا الغضب والحزن؟ أنها معلمة وهذا واجبها تعلمك الخطأ وأين موقعه، أنما هي متأكدة أنك على قدر من الاجتهاد، وأنك لم تدركي في بداية الأمر فقامت بواجبها اتجاهك...) أخذت أحدثها عن أهمية تقبل وجه النظر ومن الجيد أن نستمع للغير ونأخذ المفيد.

حينها علمت أنني أخطأت حينما لم أعرضها لمواقف الرفض، بل أن أغلب الآباء والأمهات، يتعاملون مع أبنائهم وكأنهم قطع زجاج، ولكن الأصح أن نربيهم كقطع ألماس لا يظهر بريقه ألا تحت الضغط الحراري العالي ولهذا هو فريد من نوعه.

لا أقول كلامي هذا انتقاصًا لأحد، ولكن هذه أشياء نغفل عنها دائمًا، حينما تأتي ابنتي وتخبرني أن المعلمة وبختها لأي سبب كان... المطلوب أن نستوعب كافة الموضوع، يجب أن نعلم ما بين أيدينا عجينة تتشكل؛ ومن أجل نجاحها يجب ألا نبادر بالهجوم فورًا ونضع الحق على المعلم مهما يكن، ربما أخطأ المعلم تقدير شيء ما أو أيًا يكن.

إن لكل معلم خطوات يجب أن يعلمها لتلاميذه، فدعونا لا نجادله في طريقته، بل الأفضل أن نقف بجانبه، فلا يحق لي ولغيري الوقوف بين المعلم والطالب، ويظل المعلم معلمًا ما دام يقوم بالعملية التعليمية.

ومن أجل ذلك يجب أن نكافح ونتعاون حتى يخرج للنور جيل قوي لا يأبه ولا يخاف صنديد كما يقال لا ترهبه كلمه أو موقف بل يزيد منه عزيمة وحماس.

صحيح ليس جميع المعلمين سواء، أتفق معكم، ولكن هل جميعهم غير مبالين؟ طبعًا لا.

وكما قيل: (المعلم الممتاز هو ذلك الذي لا يقتصر على إيصال المعارف إلى أذهان تلاميذه، بل يضع لهم الخطط للدراسة بحيث يمكنهم أن يستغنوا عنه وأن يُعَلِّمُوا أنفسهم مستقلين مدى حياتهم).

قد شرف الله مكانة المعلم في المجتمع؛ لأنه المحور الأساسي في العملية التعليمية، حيث يشكل عملية تبادلية وتشاركية مع أبناءه في الصف، وأدواره متعددة، فهو القائد والموجة والمربي والأخ الأكبر لهم والصديق في بعض الأحيان؛ مما يمنحه ملاحظة خطوات نموهم.

ولهذا أقول: شكرًا معلمي ومعلمتي، شكرًا لكم لأنكم تجاهلتم الكثير من كلامنا اللاذع وانتقاداتنا، تعبتم وأنتم تسيرون برفقتنا لتعليم أبناءنا، بل واجهتم الكثير من الصعوبات، وتناسيتم مشاكلكم وتفرغتم لرسالتكم.

صحيح نحن بشر والاختلاف موجود بين الناس، لذا ليس الجميع سواسية في التعليم، فالمعلمون ثلاث:

المعلم الجيد: منحني المادة بشكل مبهر، علمني كيف أنجح، والمعلم المتفوق: علمني كيف أجد طريقي من بعده دون الرجوع إليه، وأما المعلم السيء: فهو أكبر درس قد تتعلمه صدقًا، بل أن الدرس الذي يمنحه لك يعد الأكثر فائدة. فالحياة ليست مثالية وهو ما يجب أن يتعلمه أبناؤنا.

أضف تعليقك...

 
  • 2938 زيارات اليوم

  • 49465920 إجمالي المشاهدات

  • 3023622 إجمالي الزوار