-
بقلم / عبدالله محمد عبدالهادي بخارى
-
جميع مقالات الكاتب
-
اجتماعي
التاريخ الهجري والميلادي:
يُوافق عام 2025 ميلاديًا العامين الهجريين 1446 و1447، ويأتي حاملًا مبادرة عالمية للاحتفاء بالحِرف اليدوية والفكرية. تُبرز هذه المبادرة الدور الحيوي الذي تلعبه الحِرف في تعزيز الهوية الثقافية، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ما معنى الحِرفة؟
الحِرفة هي المهارة التي يكتسبها الإنسان بيده أو بعقله، لتكون مصدرًا للرزق وتحقيق الاكتفاء الذاتي. وتشمل الحِرف التقليدية كالنجارة والنسيج، والحِرف الفكرية كالإرشاد السياحي، الكتابة، الإعلام، والتصميم الرقمي.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أكلَ أحدٌ طعامًا قطُّ، خيرًا من أنْ يأكلَ من عمَلِ يدِهِ" (رواه البخاري)، مما يُبرز قيمة العمل والإتقان.
ومن الروايات المأثورة، يُقال إن نبي الله إدريس عليه السلام كان خياطًا يعمل بيده ليكسب رزقه، وقيل أيضًا: "ما بعثَ اللَّهُ نبيًّا إلَّا ورعى الغنم" (رواه البخاري)، في إشارة إلى أهمية العمل الشريف مهما كان بسيطًا.
أمثلة على الحِرف:
الحِرف تتنوع بين ما هو يدوي وإبداعي ومهني، ومن أبرزها:
1. الحِرف اليدوية التقليدية:
• النجارة.
• الحِياكة والتطريز.
• الفخار والخزف.
• الحدادة.
• النحت على الخشب والحجر.
2. الحِرف الفكرية والإبداعية:
• الكتابة والصحافة.
• الإرشاد السياحي.
• الإعلام.
• التصميم الجرافيكي.
• البرمجة وتطوير التطبيقات.
3. الحِرف المهنية:
• الطبخ وصناعة المأكولات.
• التصوير الفوتوغرافي.
• الزراعة.
• الصيد.
• التعليم والتدريب.
هل التدريب يُعد حِرفة؟
نعم، التدريب يُعد حِرفة لأنه يعتمد على مهارات خاصة مثل:
• نقل المعرفة: القدرة على إيصال المعلومة بطريقة واضحة ومفهومة.
• إدارة الوقت والجمهور: التخطيط الدقيق وتنظيم الحلقات التدريبية.
• الإبداع في الأسلوب: استخدام أساليب مبتكرة لتوصيل المعلومة.
• التخصص المهني: التدريب غالبًا يكون في مجالات محددة، كالتطوير الشخصي أو المهارات التقنية.
دور المملكة في اختيار عام 2025 عامًا للحِرف
لعبت المملكة العربية السعودية دورًا بارزًا في إعلان عام 2025 عامًا للحِرف، حيث وافق مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- على هذه المبادرة في 17 سبتمبر 2024.
تهدف هذه الخطوة إلى تمكين الحِرفيين السعوديين، والترويج للحِرف اليدوية محليًا ودوليًا، ضمن رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز التراث الوطني.
صنعة في اليد أمانٌ من الفقر
"صنعة في اليد أمانٌ من الفقر"، هذه الحكمة تلخص أهمية الحِرفة كوسيلة للعيش الكريم والاستقلال المادي. فاليد التي تعمل وتُتقن تُصبح مصدر رزق وبركة، وتُبعد صاحبها عن الحاجة.
الحِرفة لا تمنح فقط دخلًا ماديًا، بل تعزز الشعور بالفخر والإنجاز، وتجعل الفرد قادرًا على مواجهة تحديات الحياة بكرامة وثقة.
لماذا اختير عام 2025 عامًا للحِرف؟
اختير هذا العام للاحتفاء بالحِرف التقليدية والحديثة، ولتعزيز مكانتها في المجتمعات. من خلال هذه المبادرة، تسعى الدول والمنظمات الثقافية، مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، إلى:
• إبراز دور الحِرف في التنمية المستدامة.
• دعم الحِرفيين بتوفير التدريب والتمويل.
• زيادة الوعي بأهمية الحِرف في حفظ الهوية الثقافية وتعزيز الاقتصاد.
رسالة عام الحِرف:
• إحياء التراث: تعزيز تعليم الحِرف التقليدية للأجيال الجديدة.
• تشجيع الابتكار: توجيه الشباب نحو الحِرف الحديثة كالتصميم الرقمي.
• دعم الحِرفيين: تمكين الحِرفيين من خلال المبادرات والتمويل.
خاتمة:
"عام الحِرف": هو دعوة للعودة إلى جذور الإبداع والعمل اليدوي، والحفاظ على إرثنا الثقافي. فلنستثمر في هذه المبادرة ونُحيي قيمة العمل الشريف والإبداع، بما يساهم في بناء مجتمع أكثر ازدهارًا واستقرارًا.
أضف تعليقك...