• icon لوحة التحكم
  • icon

icon السبت 2024-07-20

عجوة المدينة خير هدية

  • تسجيل اعجاب 1
  • المشاهدات 196
  • التعليقات 0
  • Twitter
عجوة المدينة خير هدية
  1. icon

    بقلم / عز الدين المسكي

  2. icon

    جميع مقالات الكاتب

  3. icon

    اجتماعي

يحرص كل زائر لأي بلدة يأتيها أن يحمل منها ما تتميز به من موروثها وثقافتها وحضارتها ، سواء كان المحمول مأكولا أو تحفة أو مجسما لمعلم فيها وغير ذلك ليحتفظ به كذكرىلزيارته او هدية يتحف بها اهله وصحبه.

وفي مواسم الحج والعمرة ومنذ قديم الزمن كان المتعارف عليه الا يعود الحاج والمعتمر الى أهله دون ان يطرفهم ويحبوهم ببعض منتجات مكة المكرمة والمدينة المنورة ، ومن لطيف ما أنشد عمرو بن حيان الضرير ( العصر العباسي ) حين لم يهد إليه الحجاج شيئا: 

كأنّ الحجيج الآن لم يقربوا منى ... ولم يحملوا منها سواكا ولا نعلا

أتونا فما جادوا بعود أراكة ... ولا وضعوا في كفّ طفل لنا نقلا

وفي البيتين السابقين نجد ان الهدايا هي مما تنتجه مكة من جلود ومن سواك الاراك الذي اشتهر به وادي نعمان قرب مكة المكرمة وفي ذلك يقول الفرزدق :

دعونَ بِقُضْبَانِ الأرَاكِ التي جَنَى ... لها الرَّكْبُ من نَعْمَانَ أيّامَ عَرّفُوا

وقال أيضا :

وإنْ نُبِّهتْ حَدراءُ من نَوْمَةِ الضحى ... دَعَتْ وَعليها مِرطُ خَزّ وَمِطْرَفُ

بِأَخْضَرَ مِنْ نَعْمَانَ ثمّ جَلَتْ بِهِ ... عِذاَبَ الثّنَايا طَيّباً حين  يَرَشَّفُ

وأما النقل – بضم النون وسكون القاف – فهي المكسرات والفواكه المجففة وما في حكمها.

ومما ورد في الهدايا المتبادلة بين منتجات المدينة ومكة ما رواه القاسم بن سلام ان النبي صلى الله عليه وسلم أهدى أبا سفيان بمكة عجوة واستهداه جلودا:

(عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَهْدَى إِلَى أَبِي سُفْيَانَ تَمْرَ عَجْوَةٍ، وَهُوَ بِمَكَّةَ مَعَ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ يَسْتَهْدِيهِ أُدُمًا، فَأَهْدَاهَا إِلَيْهِ أَبُو سُفْيَانَ» - الأموال للقاسم بن سلام – 224هـ)

 

ولزائري المدينة المنورة العديد من الخيارات في المنتوجات التي تتميز بها المدينة ، ولكن جميعهم يشترك في تمرها وعجوتها ، فلا تجد زائرا الا واشترى نصيبا منه ، اذ لا يرىالمهدي والمهدى اليه هدية من ارض المدينة المباركة أجمل وأبهى من عجوتهاوتمورها.

كيف لا وهي التي دعا النبي صلى الله عليه وسلم لها ولتمورها بالبركة فقال :

(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ النَّاسُ إِذَا رَأَوْا أَوَّلَ الثَّمَرِ جَاؤُا بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَإِذَا أَخَذَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي ثَمَرِنَا. وَبَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا. وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا. وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا.اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَبْدُكَ وَخَلِيلُكَ وَنَبْيُّكَ. وَإِنِّي عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ. وَإِنَّهُ دَعَاكَ لِمَكَّةَ. وَإِنِّي أَدْعُوكَ لِلْمَدِينَةِ بِمِثْلِ مَا دَعَاكَ بِهِ لِمَكَّةَ، وَمِثْلَهُ مَعَهُ». ثُمَّ يَدْعُو أَصْغَرَ وَلِيدٍ يَرَاهُ. فَيُعْطِيهِ ذلِكَ الثَّمَرَ. موطأ مالك)

ولتمرة العجوة مكانتها بين تمر المدينة لما ورد فيها من أحاديث شريفة ، فمها تزود الزائر من مختلف انواع التمر فلابد من ان تكون العجوة من بينها ، وفي هذا المعنى قلت :

 

إذا جئت يوما للمدينة ، زائرا ----- فخير الذي تهدي الأحبة والأهلا

تمورا نمت في أرضها فتباركت ----- ونالت بدعوات النبي لهافضلا

فكُلْ،واهْدِ،واقرِ الضيف فاخر عجوة -----فما قد رأت عين كنخلتها نخلا

أضف تعليقك...

 
  • 974 زيارات اليوم

  • 47852549 إجمالي المشاهدات

  • 3002059 إجمالي الزوار