• icon لوحة التحكم
  • icon

icon السبت 2023-08-26

دراسة تأثير الفن التشكيلي علي العقل الانساني وكيفية استفادة الفنان من تلك الدراسات

  • تسجيل اعجاب 1
  • المشاهدات 781
  • التعليقات 0
  • Twitter
دراسة تأثير الفن التشكيلي علي العقل الانساني وكيفية استفادة الفنان من تلك الدراسات
  1. icon

    بقلم / د. نورالدين نوري

  2. icon

    جميع مقالات الكاتب

  3. icon

    علمي

"الجمال مسألة نسبية" عبارة يرددها الكثيرون، وقد أثبت باحثون نرويجيون أن الجمال ليس مسألة نسبية فحسب، بل إنه يعتمد بشكل كبير على تركيبات كيميائية معينة في المخ يمكن تحفيزها أو الحد منها من خلال مؤثرات خارجية، شعور السعادة والراحة الذي نحس به بعد رؤية شيء جميل سواء كان لوحة فنية أو زهرة جميلة ورغبتنا في إطالة النظر له، ترجع إلى أن الجمال ينشط مراكز المكافأة في المخ وهو ما يعطي نفس الشعور الذي يعقب النجاح في امتحان أو الفوز بمباراة أو اشباع مشاعر طيبه داخل العقل البشري ولمعرفة تأثير الجمال على المخ أجرى باحثون في جامعة أوسلو النرويجية تجربة عرضوا خلالها على ثلاثين شخصا مجموعة صور لوجوه عدة نساء لمدة خمس ثوان لكل صورة، ثم طلبوا منهم بعد ذلك تقييم جمال كل امرأة في الصور.

أما الجزء الثاني من التجربة، التي نشرها موقع scinexx المعني بالأخبار العلمية، فأتاح للرجال التحكم في مدة عرض كل صورة من خلال الضغط على زر معين بشكل يسمح لهم بإطالة النظر للصورة أو الانتقال منها سريعا إلى الصورة التالية، وبعد ذلك انتقلت التجربة للجزء الأخير والذي تم فيه تكرار مسألة عرض الصور، لكن بعد تقسيم الرجال الخاضعين للدراسة إلى ثلاث مجموعات، وحصلت المجموعة الأولى قبل التجربة على جرعة من المورفين كمادة محفزة لنشاط مراكز المكافأة في المخ، في حين تم تزويد المجموعة الثانية بمادة النالتريكسون التي تقوم بتأثير معاكس للمورفين، أما المجموعة الثالثة فحصلت على دواء لا يحتوي على أي عناصر فعالة، وإنما يعتمد فقط على اختبار درجة الإيحاء عند المريض.

وأظهرت الدراسة وفقا لموقع scinexx أن الذين حصلوا على المورفين أعطوا علامات أكبر للوجوه النسائية التي أعجبتهم في الجزء الأول من التجربة وزادت رغبتهم في النظر لهذه الصور فترة أطول، في حين زادت في الوقت نفسه درجة نفورهم من الوجوه التي لم تعجبهم. أما المجموعة الثانية التي حصلت على مادة النالتريكسون، فقد أعطت علامات أقل حتى للوجوه التي أعجبتهم في أول التجربة، كما قلت رغبتهم في النظر طويلا للصور، ونقل موقع scinexx عن الباحثة أولغا تشلنكوفا قولها إن نتائج الدراسة تقدم دليلا على إمكانية التلاعب بنظرتنا للجمال والتي تعتمد بشكل كبير على تركيبات كيميائية في المخ.

ولنا في ذلك أمثله على تنوع تأثير الفن التشكيلي على المخ من خلال لوحات متنوعة الطبع والثقافة والتأثير والمثال الأول والأشهر هي لوحة الموناليزا.

الموناليزا هي لوحة لليوناردو دا فينشي الذي استمر في عملها على مدى 20 عامًا، حمله معه في كل مكان، لقد استحوذت الابتسامة الغامضة على خيال العالم. لقد سُرقت مرتين من قبل وتوجد الآن في متحف اللوفر في باريس، عندما زارت الموناليزا أمريكا في الستينيات، اكتسبت شهرة وصلت لشهرة رئيس الأمريكي آنذاك "جون إف كينيدي" لماذا يصطف الناس لساعات عديدة للانتظار لمحة عابرة ربما لأن شكلها بشري للغاية، ولكن في نفس الوقت يقدم إحساسًا بأن هناك شيء ما وراء ذلك في العالم، ولكن النظر إلى ما وراء ذلك. أليس هذا هو ابتسامة الرضا الفائق، سيكون لكل شخص رأي مختلف، وهذا جزء من جاذبية اللوحة وتأثيرها علي عقل المتلقي، ولنا من فنانينا التشكيلين في ذلك أمثلة هامة ويجب تحليلها والنظر إليها بمنظور علمي ليعود علينا بالنفع وهؤلاء الفنانين والفنانات التشكيلين سيكون لهم أكبر الأثر في مجتمعنا الفني وكمثال

اللوحة الأولي للفنانة التشكيلية الأستاذة أمينة شيخ واللوحة باسم (ارام) والاسم له معني ومغزى اختارتها الفنانة بعناية ومعناه الهدوء والسكينة والأمان والراحة والعلو، تناولت الفنانة جمال المرآه بعمق في نظرتها تعطي احساس بالتفكير العميق الممزوج بالشجن والحزن الالوان والخطوط والظلال ترسل اشارات لعقل المتلقي للنظر طويلا للوحه لفهم الانطباع وتترك اثر لكل متلقي علي حدة مما يؤكد عبقرية الفنانة في إرسال الحالة النفسية للوحه والتي تختلف من شخص الي اخر وبالرغم من جمال السيدة الواضح في اللوحة ولكنها لا تعطي انطباع سيء ولكنها تجبر المتلقي علي التعاطف والانضمام للحالة النفسية لتلك المرأة.



اللوحة الثانية للفنانة التشكيلية السعودية الأستاذة زهرة خلف، رسم للخيل في منتهي الإبداع من حيث التفاصيل والدقة والألوان والخطوط الدقيقة وتعبر عن ثقافه وعمق تاريخي معبر عن بيئتها ولكن لنا سؤال هام جدا مع تلك اللوحة وهو: ما تأثير هذا النوع من اللوحات علي عقل المتلقي؟


في اللوحة الأولي دعنا نتفق أن أي شخص في العالم من كل الجنسيات والثقافات المختلفة سيتلقى نفس الإحساس باختلاف تفسيره الذهني عن اللوحة وانطباعه عليها ولكن في لوحه الخيل سيختلف الشعور والاحساس من المتلقي مثلا في دول الخليج الذي تربي على أن الخيل من جذور بيئته ولها دلالات عن القوة والفروسية العربية والجمال وأشياء كثيرة نعرفها ولكن إن كان المتلقي من اوروبا مثلا أو افريقيا سيكون التأثير مختلف تماما علي حسب مفهوم الخيل كما تربي وتثقف وعنده انطباع عنها، فالتأثيرات تختلف والاشارات التي يتلقاها العقل البشري تختلف وهنا السؤال العام (كيف نستطيع الوصول لعقل المتلقي لتغذية العقل ثقافيا وفكريا للوصول تدريجيا للنجاح والتقدم في المستوي الفني؟).

ومن هنا نبدأ سلسله مقالتنا عن تأثير الفن في العقل الانساني وكيف يستفيد الفنان من تلك المفاهيم والعلوم لإنتاج أفضل منتج فني، في النهاية فإن الفن وصناعته ليس بالشكل العشوائي لابد وأن الفنان وهو يرسم في لوحة جديدة أو مقطوعة موسيقية أو أي نوع من أنواع الإنتاج الفني أن يفكر جيدا في مدي تأثيره وبالتالي ستكون خطوات النجاح أكثر ثباتا وأسرع نجاحًا.

أضف تعليقك...

 
  • 5482 زيارات اليوم

  • 48174456 إجمالي المشاهدات

  • 3007287 إجمالي الزوار