
-
بقلم / مرضيه بنت حسن الصحبي
-
جميع مقالات الكاتب
-
اجتماعي
نعم الحياة مصاعب، صدمات، أخطاء تُرتكب، تتلوها نظرات حارقة، فمجتمع لا يرحم، وفي قاعة المحكمة يصدر بحقه حكم بالسجن، وتمر الأيام والأيام فيصاب الجسد بالوهن والتعب، فيخرج من قفص الحياة وسجن الجسد إلى ساحة العقاب الأكبر، وفي الممرات وقعت عينه بعيني شعرت بانكساره فلم أستطيع أبعاد عيني عنه ليس بالمفهوم الذي قد يتوقعه الأخرون، إنما رأفة بحاله، نعم أخطئ فما يكون خلف الخطأ سوى الألم يلف حياته نحن لا نعلم ما الذي جرفه لهذه الهاوية وماهي الظروف المحيطة له منذ شاهدت ذلك المنظر لم يفارق عيني.
قال الله تعالى ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً﴾ المائدة: 48﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ الملك: 14
لكل صاحب صنعة هو أعلم بها كل تفاصليها وبما في صالحها فيأمر به وما يضرها فيأمرنا بالابتعاد عنها، فالله حينما خلق تكفل بخلقه لم يتركهم عبثا ونحن نعلم حينما سن قوانينه لتهذيبنا ولتعليمنا أخطانا فهو الرحيم بعباده، ما أنا إلا عبدٍ من عباد الله لكن حديثي لمجتمع ربما فئة نسيت نفسها فبدأت تطلق أحكاما قاسية فيتحول الدرس إلى منحدر مظلم للبعض.
أحكام وقرارات:
يتحول البعض من ضعف إلى قوة ليتحول إلى الأفضل رغمًا عن الظروف المحيطة به متحدي مجتمعه الذي كبت طفولته، أحلامه، بل ويتقبل اليد المساعدة له فبدل من يخطو تجده يقفز: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ الرعد: 11
نظل نتعرض لدروس وللصعوبات حتى نتعلم أو نلتفت لما فاتنا، نصحح أخطاءنا نغير أفكارنا، وحياتنا، وطريقنا، وأن أكبر عقبة نفوز بتخطيها هي مجتمعنا لهذا ليس الجميع بذات الكفاءة، البعض منا لا ينال فرصة العودة للطريق الصحيح بسبب ما حدث، لكن السؤال الذي لم أستطيع تخطيه لماذا نظل ننتظر البعض ليخطئ لنهجم عليه، لماذا حينما نراه ينازع نبتعد عنه ونطرح الكثير من الحجج لنجد طريق للهروب.
كثير من الأمور لا تحل بالنظر من خلالها إنما بالبعد قليلا عن تلك الساحة بالتروي وإعطاء الوقت الكافي للاستماع ومنح الكثير من الفرص، جميعنا بشر متشابهون ومختلفون نظل نسعى للأفضل نجاهد للتحسن من الألم لكن البعض لا يستطيع النهوض من تحت الأنقاض لماذا؟ ألا يكفي ذلك القيد الذي قيد جسده بل قد كسر عنفوانه وحل محلها، أما المكابرة، أو المجاهرة بالذنب لماذا؟
ألم تعلم أيها المجتمع أن القرآن سن القوانين لتهذيب الفرد وردعاً للأخرين وتقويماً لشخصيته حتى يكون له الفرصة الكافية لإعادة حساباته والأفضل إخضاع نفسه لتعلم الالتزام بها وتطبيقها وبهذه الطريقة يترسخ لديه أن القوانين لم توضع عبثا إنما لحمايته وحماية الأخرين منه فيقلل بشكل تلقائي الأفعال السيئة ثم لخروجه تكون أيضًا درعًا لحمايته من المجتمع الذي سوف يسعى لتذكريه بهذا التقييد، وليس الكل يستطيع الصمود أمام هذه الفئة فقط الأقوياء الذين استطاعوا أن يتخطوا هذه التجربة.
لماذا؟:
أن المجتمع هو من يساهم في وضع القيود فيعاقبه مرتان الأولى بدخوله السجن والأخرى لماذا دخل السجن؟
ومع هذا أنا لا أريد التفكير ما هو السبب أو لماذا؟ إنما ماذا يريد أن يكون، وهو الأصح لأننا نساهم في أن يخطو خطوته الأولى لبداية جديدة.
من أنا؟:
من أنا ومن أنت حتى نحكم على الآخرين ونوقع فرمان الحكم بالإعدام لعدم صلاحية كل من قيد جسده بهذه الأغلال ربما جرمه ليس بسيط، أو خطأ وقع فيه لقلة خبرته وعدم نضوجه فكريًا، ربما مازال يتعلم من تجارب الحياة ومازال الطريق أمامه، لكن أنت هل تعلمت؟ وماذا تعلمت؟ وهل ساهم الآخرين في حمايتك وتغطية أخطاءك؟
ولهذا أقول قيدت أجسادهم لكن أرواحهم حرة طليقة بتقبلهم لأخطائهم اثبتوا لنا قوتهم وفتحهم لباب التعلم من جديد ليس لأنهم لا يستحقون أي شيء بل الواجب عليك أيها المجتمع دعمه ومساعدته حتى يتخطى درسه بتوفير وسائل الحياة ليعود أفضل مما كان، بل فكر بكل جدية لو كنت بمكانه هل ترضى ما يحدث لك فكر ثم قرر.
الكثير منا يقع في الشباك ونجد من يمسك بيدنا حتى لا نستمر في الغرق ولكن هو لم يجد المساعدة اللازمة حتى وقع، من أنا حتى أحاربه وأطلق عليه سهام نظرات الازدراء وكأنه آفة لا يستحق الحياة، صدقًا أشعر أني مازالت أرى ذلك الشاب في ذلك الممر وتحيط بقدميه تلك الأغلال، صدقًا لم أحتمل رؤيته وهو يحاول أن يتجنب نظرات كل الموجودين له وهمسهم عليه بالوقوف شامخًا.
ألم يئن الأوان أن نسعى لحفظ أولادنا وفهم عالمهم ومشاركتهم ليتسنى لنا مراقبتهم وحمايتهم، بدل إصدار الأحكام وتدمريهم أكثر، أيها المجتمع هؤلاء الصبية لهم حق علينا دعمهم وتيسير سبل الحياة وتقبلها ومد يد العون لهم لتخطي هذه التجربة التي مروا بها.
لا ندعي المثالية حينما نقول ندعم ونساعد وننسى حجم خيبة الأمل وقمة الألم الذي تعرضنا لها لكن أحيانا لا نستطيع العيش معهما معاً، فندخل في صراع بين القلب والعقل بين الرأفة والحزن ومشاعر مختلطة لهذا سأقول لكم حينها لن تستمر الحياة كما يجب وستبدأ رحلة البحث عن السلام الداخلي ولا أعلم حينها ستجد ما تريد ام لا.
نعم مقال في واقع تحفه المغريات ونحتاج للوعي التام في كيفية التكيف واخذ ايديهم قبل وقوعهم ووقتها لاينفع الندم .. فهم بحاجتنا .. وان لم ينطقوا بها .. الاحتواء والفهم والاستماع والاستيعاب عوامل تدفعهم لطريق يكونون فيه بخير ويخدمون من حولهم ويستفيد المجتمع منهم .. شكرا على هذه المقالة ..
ندى ناصر 2023-06-07
2
مقال جمييييل وسرد وافكار اجمل يسعدك ربي ام صبا 💜
اسماء الزهراني 2023-06-04
1
أضف تعليقك...