1. 

   بقلم / د. نورالدين نوري

2. 

   جميع مقالات الكاتب

3. 

   علمي

إن العلوم القديمة والحديثة جاءت بعد بحث وتدقيق في الكون بأكمله وكان العلماء يضحون بوقتهم وجهدهم وأعمارهم حتى نحصل على نتائج نستفيد منها، والسؤال هنا، هل استفدنا من تلك العلوم؟

أن تكون تعلم فهذا شيء جيد وأن تستفيد من علمك في الحياه هو الأهم.

ومن خلال مقالاتي أقوم بدعوة للاستفادة من تلك العلوم والتي سوف تساعدنا على التحضر الحقيقي والوصول للجودة المطلوبة والمبنية على القياسات العالمية من أقل المشاريع إلى أضخمها.

واليوم نستعرض مثال لذلك من خلال علم الصوت وتطبيقه في دور العبادة.

إن دور العبادة من أهم الأماكن التي نتردد عليها باستمرار ومن أهم الأماكن التي لها تأثير على التربية النفسية للأطفال وحتى الكبار. وغالبًا من يقومون بإنشاء وبناء تلك الأماكن يفكرون في التصميم المبهر والتصميم الداخلي الجذاب وينسون تمامًا أن هذا المكان له تطبيق خاص جدًا، وأنه مكان روحاني يخاطب الأرواح والحالة النفسية.

الجانب العلمي في هذه الحالة يقول إن هناك عدة علوم تشترك في بناء أي مبنى وبناء على التطبيق الخاص بكل مبنى يقوم العلم بوضع مقاييس ومرجعيات لذلك.

ومن أهم تلك العلوم علم Psychoacoustic وهو علم يعتني بالحالة النفسية للإنسان والتطبيق الأمثل لنوعية المبنى.

وهناك نوعان من الدراسة في غاية الأهمية هي Acoustic Study وهي دراسة تهتم بصوت المبني دون وجود أي نظام صوتي ودراسة اعتبارية مبنية علي هذه الدراسة للنظام الصوتي Sound System Consideration

كمثال بسيط في غالب الأحيان يكون هناك من يلقي خطبة في أماكن العبادة والحاضرين لا يسمعون معظم الكلمات أو يضيع بعض من حروف الكلمات وذلك لوجود أخطاء في تصميم المبنى ومواد التشطيب وأيضًا النظام الصوتي تم تركيبه بشكل عشوائي غير مدروس بشكل علمي وغالبًا ما يكون طباعة ولصق من أماكن أخرى.

هناك عوامل كثيرة في تصميم وتشطيب تلك الأماكن، معامل الامتصاص، وزمن ارتداد الصوت، ووضوح الصوت الإنساني. إن الحروف الساكنة في اللغة العربية لها خصائص خاصة في الصوت وتسبب مشاكل في الصوت في حالة عدم مراعاة كل الدراسات السابقة.

وأخيرًا لا بد وأن نعلم أن الصوت من المؤثرات الهامة جدًا في الحالة النفسية للإنسان ولا بد من مراعاة ذلك حيثما كان التطبيق.

الصورة أعلاه توضح تأثير الموسيقى والصوت على مخ الإنسان ومراكز التأثر.

هذا المقال ليس إلا لفت نظر إلى أهمية تلك الدراسات العلمية في أهم الأماكن التي نتردد عليها يوميًا وبشكل مستمر.. ولنا بقية.