-
بقلم المستشارة / هدى بنت عبدالعزيز الأحمدي
-
جميع مقالات الكاتب
-
اجتماعي
دخلت (شذى) قاعة الأفراح وهي تترقب وجود (ابتسام) خالتها الحبيبة التي تشتاق إليها كل حين، قبلتها على رأسها ويديها وجبينها فكيف لا وهي نبض القلب وهي رفيف من حنان الأم.
حينما كانت (سمر) في شهرها التاسع أوصت زوجها الحبيب وصية وهي تهمس في أذنه: أريد أن يكون اسم ابنتي على اسم خالتي (ليلى)، تعجب كثيرا من كمية الحب والتقدير لهذه الخالة الكريمة وكان لها ما أرادت.
كانت تتناقش (عزيزة) مع ابنتها الكبرى (أمل) حول علاقتها الغير جيدة بخالاتها لاسيما وأنها لا تحبذ زيارتهن والمكوث معهن أو مع بنات خالاتها، مما جعلها تشعر بالأسى خاصة وأن أخواتها كريمات ويحببن بناتها كثيرا.
نجد بعض الأسر لا تغرس حب الخالة والعمة في نفوس الأبناء منذ الصغر، وهذه من الأمور الشائعة والخاطئة في التربية الإيجابية الصحيحة.
خالتك.. عمتك.. خالك.. عمك.. هنا في جدار القلب، لذا وجبت محبتهم واحترامهم وتقديرهم والتفنن في ذلك ببث العبارات الرقيقة، وتفقدهم في المناسبات والسؤال عنهم.
من هذا المنطلق وجدتني أغوص في أعماق هذا الموضوع لأجد الحديث التالي: حديث البراء بن عازب -رضي الله تعالى عنهما- عن النبي ﷺ قال: (الخالة بمنزلة الأم). رواه الترمذي وقال: حديث صحيح.
إن كانت الخالة قطعة ثمينة من القلب ورائحة الأم الزكية وذكراها الطيبة، فالعمة القلب وما حوى فهي رائحة الأب الغالي، من وجهة نظري الخالة والعمة وجهان لعملة واحدة.
ربما بطبيعة بعض الأسر حتما تكون الخالة على صلة أكبر كونها قريبة من ناحية الأم والعكس صحيح.
لذا:
أحترموا خالاتكم وعماتكم، قدروهم أنزلوهم منازل العز والرفعة. فإكرامهم واجب، ومن إكرامكم لوالديكم.
فلنربي أولادنا على العز والكرامة والفخر والاعتزاز بالأقارب ومحبتهم والتواصل الأسري الجيد، وخاصة أبناء العمومة والأخوال.
فبعضهم حتى الأسماء لا يعرفها لعدم وجود التواصل الفعال.
خالك، عزك.. عمك، سندك.
خالتك، أنسك وقت ضيقك.. عمتك، سحابة مطر محملة بكل خير.
جدتك..جدك، الوقار والماضي الجميل وخبرة السنين.
أختك قلبك النابض.. أخيك عضيدك وضلعك الثابت.
قال الله تعالى: (سنشد عضدك بأخيك) أي: سنقوي أمرك، ونعز جانبك بأخيك.
ربوا أولادكم على حب الدين والتمسك به، والوطن والافتخار والاعتزاز به، وحب العائلة بدون تعصب لقبيلة أو نسب.
فلا حبَّ حقا يعادل حبّ العائلة، و لا تغرسوا الحقد والكره وقطيعة الرحم.
لا توغروا صدور أولادكم على الأقارب حتى وإن حصلت مشكلات أو مشاحنات، ألا يذهلنا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن أعظم العقوبات التي تترتَّب على قطيعة الرحم من حرمان دخول الجنَّة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ).
ربوهم على الحب، العطاء، البذل، السخاء، والمرؤة، ولنبدأ في بناء علاقة قوية متينة بيننا وبين أقاربنا بعيدا عن المقولة الفاسدة والتي يتداولها السلبيين المحبطين الذين يدندنون على وتر: ( الأقارب عقارب).
وأنا أقول: (الأقارب سند.. الأقارب عز وعزوة.. الأقارب فخر وذخر.. الأقارب أنس وونس).
وتذكروا قول الله تعالى: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ)، (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ).
ويا روعة أن نكتسب جميعاً مكارم الأخلاق، التي تجتمع في التالي:
مكارم الأخلاق عشر..
صدق اللسان، وصدق البأس، وإعطاء السائل، وحسن الخلق، والمكافأة بالصنائع، وصلة الرحم، والترحم على الجار، ومعرفة الحق للصاحب، وقري الضيف، ورأسهن الحياء.
وما أجمل قول الشاعر:
لا تتركوا الأحقاد تملأ صدرنا
فيشيب منها القلب وهو شباب
لا تجعلوا الشيطان يمسح عقلنا
والنور يصبح في العيون ضباب
لا تقطع الأرحام واطرق بابها
للصلح دوماً تفتح الأبواب
وصل الأحباب بعد الوفاة:
يجب مراعاة الوصل بعد وفاة أحد الأقارب وتفقد أحوالهم وخاصة الجد والجدة الذين فقدوا ذويهم فلا تحرموا الأحفاد من زيارتهم والسؤال عنهم وتفقد أحوالهم.
إياكم والتفرق والتشتت خاصة مع كثرة ضغوط الحياة اقتربوا من بعض أكثر.
همسة صدق:
تكثر في حالات الطلاق بغض الأبناء إما لأهل الأم أو لأهل الأب، وبسبب وجود مشكلات ربما تحصل القطيعة فلنتق الله في أولادنا وندربهم على التغافل والتجاهل واحترام الآخر.
همسة حب:
لا تورث أبنائك أي أمور وأخبار سيئة عن أقاربهم مهم حدث بينك وبينهم، دعهم ينشأون بقلوب سليمة ونوايا صافية، علمهم حسن الخلق والوصل بالأقارب لعل الله يجعل حالهم أحسن من حالك.
أضف تعليقك...