الاثنين 2025-03-03
الآيات 27- 29 سورة الفرقان، اللقاء،(14)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!

-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا (27) يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا (28) لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جائني وكان الشيطان للانسان خذولا (29) )
وقفات تأمّلية:-
الإنسان كائن حي، اجتماعي بطبعه، يأنس بالناس، ويتعلم منهم، ويتأثر بهم ويتأثرون به، ويتسخر لهم ويتسخرون له، ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ) إذاً فلا غنى عن الناس وعن الأصحاب، أو الأصدقاء أو الأخلاء من الأزواج والأبناء ومن الأهل وممن تجمعنا بهم مصالح دينية أو دنيوية، من زملاء وعملاء ورؤساء وغيرهم، والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن : ما معيار اختيار الأخلاء ؟ المعيار هو تقوى - الله تعالى- فإذا رأيت المعرض عن آيات الله - ومن يتبع سبيل المفسدين بارتكاب المعاصي أياً كان نوعها، فابتعد عنهم وقل: ( سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين ) أي: سلام مفارقة ومباعدة لكم يامن رضيتم لأنفسكم اتباع خطوات الشيطان، لأننا ننزه أنفسنا ونصونها عنها،( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله )الآية، فلا يكون العبد مؤمنا إلا إذا كان عاملا بمقتضى الإيمان ولوازمه، ومنه مودة أهل الإيمان، وعدم التودد لأهل الفسوق والعصيان، ولو كان من أقرب الناس إليه،واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا )، فإن كان لا بد مخالطاً لهم فليصبر على أذاهم، لأنه إن أطمع نفسه بالراحة معهم ثم لم يجدها، وقع في الغم والحزن، فإن لم يكن بمقدوره الصبر، وترك مخالطتهم فعليه أن يهجرهم هجرا جميلا، بأن يجانبهم بقلبه وهواه، ويخالفهم فى أفعالهم السيئة، مع المداراة والإِغضاء، والقول الميسور بالحكمة والموعظة الحسنة، ( واما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا )!
أضف تعليقك...