السبت 2025-03-01
الآيات 25- 26 سورة الفرقان، اللقاء (12)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!

-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
وَيَوۡمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلۡغَمَٰمِ وَنُزِّلَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ تَنزِيلًا (25) ٱلۡمُلۡكُ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡحَقُّ لِلرَّحۡمَٰنِۚ وَكَانَ يَوۡمًا عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ عَسِيرٗا (26)
لا زالت الآيات تتحدث عن أحداث يوم القيامة، والتحذير من أهواله على الكافرين، (وَيَوۡمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلۡغَمَٰمِ)، أي: تتفطر ويعمّها السحاب، فتتنزل من خلاله الملائكة أفواجا بأعداد هائلة لا يعلمها إلا الله سبحانه فتقف صفاً صفاً يحيطون بأهل المحشر، في منظر رهيب تشرئب له الأعناق، أي: ترتفع وتتصلب، وتزيغ منه الأبصار: أي تتعب وتغور حيرة وشخوصًا، في ذلك اليوم يكون المُلك الحقيقي للرحمن، قال عليه الصلاة والسلام: (يقبِضُ اللهُ الأرضَ يومَ القيامَةِ، ويطْوِى السماواتِ بيمينِهِ، ثُمَّ يقولُ: أنا الملِكُ، أينَ ملوكُ الأرضِ)، ونسب سبحانه المُلك لاسمه الرحمن المتضمن صفة الرحمة، لأن المخلوقات في ذلك اليوم أحوج ما تكون لرحمته، لذلك قال: (وَكَانَ يَوۡمًا عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ عَسِيرٗا)، أي مريرا على المجرمين الظالمين، تشيب من أهواله الولدان، (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)، وقال على الكافرين ولم يقل على المؤمنين، (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ)، والحبور بمعنى الفرح والسرور والابتهاج، وهو أرحم بهم من أنفسهم ووالديهم، فما ظنك وهو يعاملهم برحمته "ولا يَهْلِكُ علَى اللهِ إلَّا هالِكٌ" ولا يخرج من رحمته إلا من غلبت عليه الشقاوة وحقت عليه كلمة العذاب، وقد خص سبحانه ثبوت الملك له بالذكر، لبيان أن جميع الملوك والأملاك هي مملوكة له وحده لا شريك له!
أضف تعليقك...