الثلاثاء 2025-02-25
الآيات (21-22) سورة الفرقان، اللقاء (10)
تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي

-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
{وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا ۗ لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا * يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا}.
الناس في هذه الحياة قسمان: قسم يعملون ويجتهدون وهم خائفون من ذنوبهم، ويرجون لقاء ربّهم مشتاقون لجنته، يستشعرونها في كل أحوالهم وأمورهم، وذلك من عاجل بُشرى المؤمن التقي النقي، فيزدادون همة ونشاطًا وصبرًا على الطاعات وعن المعاصي وعلى الابتلاءات التي يرفع الله لهم بها الدرجات، ويكفر بها عنهم السيئات، {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}. وقسم آخر: يعيشون لرغباتهم وشهواتهم، {يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ}، {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ}، أي: حملته العزة -المنهي عنها- وحمية الجاهلية على الإثم، أو أنه يرتكب الإثم ليأخذ العزة لنفسه، فأولئك هم الذين لا يرجون لقاء ربّهم بما ران على قلوبهم من ظلمة التكذيب والإعراض عن آياته، فيقولون بلسان مقالهم أو بلسان حالهم: لِم لا يُنزل الله علينا الملائكة؟ لِم لا نرى الله؟ أو نحوها من الكلمات والأعمال التي تنبئ عن استكبارهم وغفلتهم، فيجيبهم الحق بأنهم سوف يرون "ملائكة العذاب" وذلك يوم يسحبونهم على وجوههم في النار، عندئذٍ لا يستبشرون برؤيتهم بل يقولون: {حِجْرًا مَّحْجُورًا}، وهي كلمة استعاذة، وفيها التأكيد لما قبله، بأنه لا بشرى للظالمين عند رؤيتهم لملائكة العذاب، لأنهم سوف يحجزونهم ويضيقون عليهم.
أضف تعليقك...