الاثنين 2025-02-24
الآية - 20- سورة الفرقان، اللقاء،(09)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!

-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
( وما ارسلنا قبلك من المرسلين الا انهم ليأكلون الطعام ويمشون في الاسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة اتصبرون وكان ربك بصيرا )
الخطاب موجه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاشر المسلمين، كي لا يفتنهم الكافرون بما يقولونه ويفترونه عن رسولهم، بانه جاء بالقران من عند نفسه، او ان الذي يعلمه بشر، او انه ساحر او كاهن، او انه ينطق عن الهوى، وبما يثيرونه من شبهات واشكالات عن تعاليم الدين الاسلامي.
ويبين سبحانه انه كبقية الرسل الذين ارسلهم في الامم السابقة، جميعهم يأكلون الطعام ويمشون في الاسواق، ويسري عليهم ما يسري على البشر من سنن الله في عباده. كما يحذرهم من فتن الشبهات التي يختلقها المجرمون ليفتنوا الذين امنوا في دينهم، او فتن الاعتداء على المستضعفين بغير الحق، كما يحذر المسلمين من ان يكونوا فتنة للذين كفروا، بان يرتكبوا المعاصي والمفاسد، فيكونوا سببا في فتنتهم وصدهم عن دين الله.
فاقتضت حكمته تعالى في خلقه ان يجعل بعضهم لبعض فتنة، فالفتنة تعتري كل احوال الناس، فالغني فتنة للفقير، والفقير فتنة للغني، والقوي فتنة للضعيف، والصحيح فتنة للمريض، والوالد يفتتن بالولد، والزوج بالزوجة، والرئيس بالمرؤوس.
والفتنة تعني الوقوع في المكروه، كما في قوله تعالى ( الا في الفتنة سقطوا ) ، وتعني الاختبار والامتحان، كما في قوله تعالى ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة )، وقد وردت في القران بهذه المعاني وبغيرها، ولكنها هنا تعني ما يصيب الفرد او الجماعة من هلاك او تراجع في الايمان، او زعزعة في الصف الاسلامي.
وهي نوعان، فتنة الشبهات وفتنة الشهوات، قال تعالى ( اتصبرون وكان ربك بصيرا )،فالصبر هو الملاذ الآمن من الفتن، بأحواله الثلاثة: الصبر على الطاعات، والصبر عن المعاصي، والصبر على الابتلاءات!
أضف تعليقك...