السبت 2025-02-22
الآيات 15-16 سورة الفرقان، اللقاء (07)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!

-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
{قُلْ أَذَٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۚ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا * لَّهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ وَعْدًا مَّسْئُولًا}
كعادة الأسلوب القرآني، عندما تتحدث الآيات عن أصحاب الجنة ونعيمها، تذكر أهل النار وعذابها، وكلما تحدثت عن شيء، ذكرت النقيض له، ليكون القارئ المؤمن بين الخوف والرجاء، يخاف الله بسبب الذنوب، ويرجو رحمته جلَّ وعلا، فلا ييأس ولا يقنط ولا يأمن فخوفه من الذنوب يدعوه إلى تجديد التوبة إلى الله، ورجاء رحمة ربه يُوجب حُسن ظنه به واستقامته على طاعته، والحذر من كلِّ ما يُغضبه.
لذلك بعدما سبقت الآيات ببيان حال المجرمين ومآلهم، جاءت هذه الآيات الكريمات مستهلّة بسؤال إنكاري تعجبي موجه لكل من سلك طريق أهل النار، بقوله: (قُلْ أَذَٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ)؟ فالجواب قطعاً سيكون جنة الخلد، إذا لِم لم تسلك الطريق المستقيم الذي شرعه الله تعالى لعباده، وجاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام ونزلت به الكتب السماوية، وخيرها والتي أفضلها وخاتمها والمهيمن عليها هو القرآن الكريم فمن تمسك به واتقى الله في كل كلمة يقولها، وفي كل عمل يعمله بأن يكون مطابقاً للكتاب والسنة، كان جزاؤه ومصيره هو: الجنة، له فيها ما يشاء من النعيم المقيم، كما أنه سيكون خالداً في ذلك النعيم، لا يحول ولا يزول ولا يبلى ولا يُمنع عنه، وذلك وعد له من ربّ العزة والجلال ومن أوفى بوعده من الله (وَعْدَ اللَّهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)، وعد ضمنه الله لعباده المتقين، يسألونه إياه، بلسان حالهم وبلسان مقالهم، فيوفيهم وعده، ويؤتيهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون.
أضف تعليقك...