الجمعة 2025-02-21
الآيات 11-14 سورة الفرقان، اللقاء،(06)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي

-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
بَل كَذَّبُواْ بِٱلسَّاعَةِ وَأَعتَدنَا لِمَن كَذَّبَ بِٱلسَّاعَةِ سَعِيرًا (11) إِذَا رَأَتهُم مِّن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظا وَزَفِيرا (12) وَإِذَآ أُلقُواْ مِنهَا مَكَانٗا ضَيِّقٗا مُّقَرَّنِينَ دَعَواْ هُنَالِكَ ثُبُورا (13) لَّا تَدعُواْ ٱليَومَ ثُبُورا وَٰحِدٗا وَٱدعُواْ ثُبُورا كَثِيرا (14)
الساعة: يوم القيامة، يوم الحساب والجزاء والثواب، (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)، والتكذيب بالساعة هو سبب كفر الكافرين، ونفاق المنافقين - لأنه لا يكذب بشعائر الدين إلا جاهل لا يعلم عن الله - أو مستكبر في نفسه، وعاتٍ عتواً كبيرا - فإذا رأيت المجرم المكذب الذي يصر على المعاصي وانتهاك حرمات الله تعالى - فاعلم أن قلبه مكذب بالساعة، لأنه لو كان مصدقاً بها، لأحسن العمل، واستعد لذلك اليوم الذي أعدّ الله تعالى- فيه للمكذبين السعير، وهي من أسماء جهنم التي اشتد سعيرها، أي عظم لهيب نارها، والعياذ بالله- (إِذَا رَأَتهُم مِّن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظا وَزَفِيرا)، وهذه الرؤية يحتمل أن تكون حقيقية أو مجازاً بمعنى: صارت منهم بقدر ما يُرى عن بُعد، والتغيظ أي الأصوات الدالة عليه، (تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ۖ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ )، ثم يُلقون في النار ،(مَكَاناً ضَيِّقاً)، أي: تُضيّق عليهم لزيادة العذاب، (مُّقَرَّنِينَ)، أي مربوط بعضهم إلى بعض بالسلاسل، كحال المساجين، (دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً)، الثبور: الهلاك، فيقولون: واحسرتاه، فيقال لهم تحسروا كثيراً، لأن حالهم يقتضي أن تتواصل صرخاتهم وحسراتهم!
أضف تعليقك...