1. 

   إعداد / د. صديق بن صالح فارسي

2. 

   اجتماعي

تَبَارَكَ ٱلَّذِي إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيرٗا مِّن ذَٰلِكَ جَنَّتٖ تَجرِي مِن تَحتِهَا ٱلأَنهَرُ وَيَجعَل لَّكَ قُصُورَا (10)

(تَبَارَكَ ٱلَّذِي)، أي: تنزه وتقدس وعظُم وشرُف وكثر خيره - وتواصل ودام بره وفضله، وهو الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، الذي جنته التي وعد بها عباده المتقين مع عظم ما جاء من وصفها في القرآن والسنة، فهي لا عين رأت ولا أُذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، لجمالها وكمالها وروعة خصالها، فكيف بذاته السنية، وأسمائه الحسنى، و أوصافه العلية، التي مع ما جاء ذكره عنها في القرآن والسنة، فالعقول قاصرة عن احتوائها، والأفهام عاجزة عن إدراكها، وحُقّ لها ألا تدركها العقول، ولا تتخيلها الأذهان، ولا تخطر على قلب بشر - فالإله - الذي هذه حقيقته وعظمته، لو شاء لجعل لرسوله عليه الصلاة والسلام، خيرا مما تهكم به المجرمون بقولهم: (وَقَالُواْ مَالِ هَٰذَا ٱلرَّسُولِ يَأۡكُلُ ٱلطَّعَامَ وَيَمشِي فِي ٱلأَسوَاقِ لَولَآ أُنزِلَ إِلَيهِ مَلَكٞ فَيَكُونَ مَعَهُۥ نَذِيرًا * أَو يُلقَىٰٓ إِلَيهِ كَنزٌ أَو تَكُونُ لَهُۥ جَنَّةٞ يَأۡكُلُ مِنهَاۚ) الآية، لجعل له حدائق وارفة، وأنهارا جارية، وأبنية شامخة، ولكن اقتضت حكمته، بأن يبعث لعباده رسولا من أنفسهم، يجري عليه ما يجري عليهم من سنن الحياة، يجوع ويشبع، ويتألم كما يتألمون، ويمشي في الأسواق، ويتزوج النساء، وغيرها من سننه في سائر البشر، ليكون قدوة لهم، ونبراساً يهتدون به إلى مافيه صلاحهم ونجاحهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة، ولو كان بغير صفات وسنن البشر، لتعذر عليهم الاقتداء به، ولما استطاعوا السير على نهجه، (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)!