الجمعة 2025-02-07
الآيات 210 - 212 سورة الشعراء، اللقاء(26)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي

-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
وَمَا تَنَزَّلَت بِهِ ٱلشَّيَٰطِينُ (210) وَمَا يَنبَغِي لَهُم وَمَا يَستَطِيعُونَ (211) إِنَّهُم عَنِ ٱلسَّمعِ لَمَعزُولُونَ (212)
تعظيماً للقرآن الكريم، وتنزيهاً له من أن يكون قد تنزلت به الشياطين - بزعم الكفار - الذين يحاولون أن ينفوا أن القرآن منزل من عند الله تبارك وتعالى- يبتغون بذلك عدم الالتزام بأوامره ونواهيه، وبما فيه من مقاصد تتضمن إثبات وحدانية الله عز وجل- والنبوءات، ويوم المعاد، والأحكام، والوعد والوعيد، والقصص التي حصلت للأمم السابقة، وإثبات أن القرآن كلام الله - الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، وأنه محفوظ بحفظ الله تعالى- له، وأنه المعجزة الخالدة التي تحدى الله - بها الإنس والجن على أن يأتوا ولو بسورة من مثله، ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً، (وَمَا يَنبَغِي لَهُم وَمَا يَستَطِيعُونَ)، مَا يَنبَغِي: أي لا يليق ذلك بالقرآن، كما أنه لايمكن للشياطين، وليس من سجيتهم، لأن من سجاياهم الفساد وإضلال العباد، والقرآن فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونور وهدى وبرهان عظيم، فبينه وبين الشياطين منافاة عظيمة، وما يستطيعون، أي : لو بغوا ذلك لما استطاعوا، لأن السماء محفوظة، والوحي من الله - محفوظ بالملائكة الكرام، ثم (إِنَّهُمْ عَنِ ٱلسَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ)، لأن الشياطين لا يستطيعون الكهانة، لأنهم منعوا من استراق السمع منذ بعث نبينا محمد عليه الصلاة والسلام- وقد كان أمر الكهانة منتشراً قبل ذلك، وبذلك حفظ - سبحانه - كتابه، ليبقى نورا وهدى للناس على مر السنين إلى أن يرث الله عز وجل- الأرض ومن عليها، فمن تمسك به اهتدى، ومن أعرض عنه، ضل وغوى!
أضف تعليقك...