الاثنين 2025-01-13
الآيات (41- 48) سورة الشعراء، اللقاء (08)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!

-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
فَلَمَّا جَآءَ ٱلسَّحَرَةُ قَالُواْ لِفِرعَونَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجرًا إِن كُنَّا نَحنُ ٱلغَلِبِينَ (41) قَالَ نَعَم وَإِنَّكُم إِذٗا لَّمِنَ ٱلمُقَرَّبِينَ (42) قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلقُواْ مَآ أَنتُم مُّلقُونَ (43) فَأَلقَواْ حِبَالَهُم وَعِصِيَّهُم وَقَالُواْ بِعِزَّةِ فِرعَونَ إِنَّا لَنَحنُ ٱلغَلِبُونَ (44) فَأَلقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلقَفُ مَا يَأفِكُونَ (45) فَأُلقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سَجِدِينَ (46) قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِرَبِّ ٱلعَلَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ (48)
مهما بلغ الطاغية من التكبر والتجبر، فإنه يبقى في داخله جبن وهلع، فها هو فرعون بجبروته يستجيب لأوامر السحرة بأن يجعل لهم أجرا إن كانوا هم الغالبين، بل ويعدهم بأن يجعلهم من المقربين، - فمن لا يخاف الله - أخافه الله- بمن هو دونه، ومن لا يعتز بالخالق - أذلهُ بالمخلوق - ثم بدأت المناظرة الكبرى بين موسى - بآيات ربّه عز وجل- وبين السحرة الذين جمعوا سحرهم وكيدهم، وسط الجمع الكبير من الناس في يوم الزينة، (فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى)، فلما ألقوا حبالهم وعصيهم، أصبح يُخيّل للناظرين إليها - من سحرهم - بأنها ثعابين وحيات تتحرك، - وكذلك هو السحر، مجرد تخيلات لا حقيقة له، أما عصا موسى - فقد تحولت من كونها عصا إلى كائن حي، مخلوق حقيقة وليس خيالا ، بقدرة الله- الذي يقول للشيء كن فيكون - (فَإِذَا هِيَ تَلقَفُ مَا يَأفِكُونَ)، أي تأكل تلك الحبال والعصي، فما كان من السحرة أمام هذه الآية العظيمة من آيات الله- إلا أن يستجيبوا لداعي الله- ويؤمنوا بما جاء به موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام- (قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِرَبِّ ٱلعَٰلَمِينَ)، أما فرعون فقد ازداد فرعنة وطغيانا !
أضف تعليقك...