الأحد 2025-01-12
الآيات 30- 40 سورة الشعراء، اللقاء،(07)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي

-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
قَالَ أَوَلَو جِئتُكَ بِشَيءٖ مُّبِينٖ (30) قَالَ فَأتِ بِهِۦٓ إِن كُنتَ مِنَ الصَّٰدِقِينَ (31) فَأَلقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعبَان مُّبِين (32) وَنَزَعَ يَدَهُۥ فَإِذَا هِيَ بَيضَآءُ لِلنَّٰظِرِينَ (33) قَالَ لِلمَلَإِ حَولَهُۥٓ إِنَّ هَٰذَا لَسَٰحِرٌ عَلِيم (34) يُرِيدُ أَن يُخرِجَكُم مِّن أَرضِكُم بِسِحرِهِۦ فَمَاذَا تَأمُرُونَ (35) قَالُوٓاْ أَرجِه وَأَخَاهُ وَٱبعَث فِي ٱلمَدَآئِنِ حَٰشِرِينَ (36) يَأتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٖ (37) فَجُمِعَ ٱلسَّحَرَةُ لِمِيقَٰتِ يَومٖ مَّعلُومٖ (38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَل أَنتُم مُّجتَمِعُونَ (39) لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ ٱلسَّحَرَةَ إِن كَانُواْ هُمُ ٱلغَٰلِبِينَ (40)
عندما توعد فرعون موسى عليه السلام- بالسجن، (قَالَ لَئِنِ ٱتَّخَذتَ إِلَٰهًا غَيرِي لَأَجعَلَنَّكَ مِنَ ٱلمَسجُونِينَ)، كان بإمكان موسى- أن يتوعده فهو في معية الله تعالى- وموعود بنصره، (بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ)، ولكنه بدأ بالقول اللين، (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ)، كما كان بإمكانه أن يلقي بعصاه أمام هذا الطاغية، إلا أن موسى استأذنه وأخذ منه وعدا بأن يؤمن إن جاءه بشيء مبين، (قَالَ أَوَلَو جِئتُكَ بِشَيءٖ مُّبِينٖ)؟ (قَالَ فَأتِ بِهِۦٓ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ)، فلما رأى الآيات ازداد كفراً وعناداً، واتهم موسى- بأنه ساحر، وأنه يريد أن يخرب على المصريين ديارهم وأن يظهر في أرضهم الفساد، وذلك لكي يخيفهم منه، وليتحزبوا ضده ويرفضوا ما يدعوهم إليه من الإيمان بالله- (قَالُوٓاْ أَرجِه وَأَخَاهُ)، أي أخرهما إلى ميعاد يوم معلوم، وجمعوا لهما السحرة الماهرين من كل المدائن، وجُمع الناس في يوم الزينه، "أي يوم العيد عندهم"، وقالوا: لعلنا أي: لكي نتبع السحرة لأنهم هم الغالبون لموسى وهارون، وقد يكون أنهم قالوا ذلك على سبيل الاستهزاء، وأرادوا بالسحرة موسى وهارون وقومهما!
أضف تعليقك...