السبت 2025-01-11
الآيات 23- 29 سورة الشعراء، اللقاء،(06)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي

-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
قَالَ فِرعَونُ وَمَا رَبُّ ٱلعَٰلَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلارضِ وَمَا بَينَهُمَآ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ (24) قَالَ لِمَن حَولَهُۥٓ أَلَا تَستَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُم وَرَبُّ ءَابَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ (26) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ ٱلَّذِيٓ أُرسِلَ إِلَيكُم لَمَجنُونٞ (27) قَالَ رَبُّ ٱلمَشرِقِ وَٱلمَغرِبِ وَمَا بَينَهُمَآۖ إِن كُنتُم تَعقِلُونَ (28) قَالَ لَئِنِ ٱتَّخَذتَ إِلَٰهًا غَيرِي لَأَجعَلَنَّكَ مِنَ ٱلمَسجُونِينَ (29)
ثم أخذ فرعون يسأل ويتهكم ويستهزيء، وموسى عليه الصلاة والسلام- يجيبه بقوة الإيمان، وثبات اليقين، وثقة المؤمن، بعد أن كان خائفاً من أن يضيق صدره بتكذيبهم، ولا ينطلق لسانه، أمام هذا الظالم المستكبر، الطاغية المجرم، فدعا ربّه بقوله: (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي)، وعلم أن الله سبحانه - معه، وأنه ناصر رسله - وعباده المؤمنين، وأنه لن يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا، وهذه من سنن الله - في خلقه، فالمؤمنون منتصرون على الظالمين في كل الأحوال، ولن ينهزم المؤمن إلا بذنوبه ومعاصيه - فالخوف ليس من العدو ولو مهما بلغ من القوة، ولكن الخوف من الذنوب ولو مهما كانت صغيرة حقيرة - حيث أخذ موسى يبيّن له أنه رسول ربّ العالمين، ربّ السماوات والأرض وما بينهما، وربّهم وربّ آبائهم الأولين، وربّ المشرق والمغرب وما بينهما، (إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ)، (إِن كُنتُم تَعقِلُونَ)، ولقد أيقنوا وعقلوا كلام موسى، ولكنهم جحدوه ظلماً وعلواً، (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ)، فأخذ فرعون قراره الظالم، بقوله: (قَالَ لَئِنِ ٱتَّخَذتَ إِلَٰهًا غَيرِي لَأَجعَلَنَّكَ مِنَ ٱلمَسجُونِينَ)!
أضف تعليقك...