الثلاثاء 2025-01-07
الآيات (05-09) سورة الشعراء، اللقاء (03)
تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي

-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
{وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ * فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ * أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ * إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.
تتحدث الآيات عن طبع غريب، وصفة ذميمة تدل على دناءة وخساسة وغباء من يتلبس بها من البشر، ألا وهي الإعراض عن الذكر الذي يأتيهم من ربّهم عز وجل رحمة منه وتفضلًا على عباده، فكلما سمعوا آية من آياته أو حديثًا من أحاديث رسوله التي تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر، أعرضوا واستكبروا، {وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ}، سواءً قالوها بلسان مقالهم أو بلسان حالهم، فلم تصغ قلوبهم لما سمعوا من الحق، ولم يعملوا بما علموا، ولم ينتهوا عما نهوا عنه، فصاروا من المكذّبين المستهزئين بآيات الله تعالى، وهؤلاء المكذبون المستهزئون سواءً كانوا من المسلمين العاصين، أو الكفار المعاندين، فسوف يأتيهم من العذاب الأدنى في الدنيا دون العذاب الأكبر في الآخرة، {فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}، لعلهم عن غيهم ينتهون، وإلى ربّهم يرجعون، ثم يذكرهم الخالق عز وجل بأنه خلقهم على الفطرة السليمة، أزواجا كرماء، كما يخلق الـنبات الذي يرونه أمامهم يخرج من الأرض أزواجا كريمة، {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ}، وذلك آية من آيات الله وبيان قدرته وبديع صنعه، {وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ}، {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}.
أضف تعليقك...