الأربعاء 2025-01-01
الآيات (92-93) سورة النمل، اللقاء (29)
تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي

-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
{وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ * وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}.
لا زالت الآيات تتحدث عن منهج الدعوة إلى الله عز وجل، وقد تقدم أولًا. الأمر بعبادة الله، وثانيًا. الأمر بأن تكون الدعوة وفق تعاليم الإسلام، وثالثًا. {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ}، فتلاوة القرآن أمر مأمور به شرعًا، وعلل سبحانه حكم الأمر بتلاوة القرآن، بأنه يهدي من يتعهده ويقيم حروفه وحدوده، وذلك لأنه ينفع نفسه ويحفظها من التخبط في ظلمات الجهل والوقوع في الرزايا والانحراف عن الطريق المستقيم الذي يحقق له السعادة في الدنيا والفوز في الآخرة، فالقرآن يشفع لصاحبه، وأما الذي يهجر القرآن ولا يقيم حروفه وحدوده، فقد ضل وغوى، وخاب وخسر، وجنى على نفسه وأوقعها في مزالق المهالك في الدنيا، وفي الآخرة يُزخّ في قفاه إلى النار، {مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا}، وقد بعث الله تعالى لهذه الأمة خاتم الرسل -عليه الصلاة والسلام- فأنذرهم، {إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ}، وأقام عليهم الحجة، وشرع لهم أفضل الشرائع، وأنزل عليهم خير الكتب السماوية، القرآن الكريم. ورابعًا. الأمر بحمد الله {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ}، فشرع سبحانه الحمد عند كل نعمة، وعند كل مُلِمَّة، وفي بداية كل شيء، وبعد الانتهاء من كل أمر، وعند الصحة وعند السقم، وفي حال الغنى وحال الفقر، فالحمد يكون في كل حال، وعلى كل حال، لأن كل الأحوال التي تقع للإنسان إنما هي بتدبير الله فهو العزيز الحكيم، وهو الربّ الرحيم.
أضف تعليقك...