الخميس 2024-12-26
الآيات (83- 85) سورة النمل, اللقاء (24)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
وَيَومَ نَحشُرُ مِن كُلِّ أُمَّة فَوجٗا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِـَٔايَتِنَا فَهُم يُوزَعُونَ (83) حَتَّى إِذَا جَآءُو قَالَ أَكَذَّبتُم بِـَٔايَتِي وَلَم تُحِيطُواْ بِهَا عِلمًا أَمَّاذَا كُنتُم تَعمَلُونَ (84) وَوَقَعَ ٱلقَولُ عَلَيهِم بِمَا ظَلَمُواْ فَهُم لَا يَنطِقُونَ (85)
محور تأمّلنا:- قوله تعالى:- (أَمَّاذَا كُنتُم تَعمَلُونَ)؟.
سؤال يجعل الذين ظلموا أنفسهم بتكذيبهم لآيات الله - وما جاءت به رُسله عليهم الصلاة والسلام - الذين عملوا الأعمال المخالفة لشرعه، لا يجدون لهم جوباً،(فَهُم لَا يَنطِقُونَ)، لأنهم عرفوا الحق ولم يتبعوه، وعلموا أنه تعالى- يسمعهم ويراهم، ويعلم سرهم ونجواهم، ولم يخشوه، وعلموا أن الجنة حق، ولم يعملوا لها، والنار حق، فلم يتقوها، فحقت عليهم كلمة ربّك، (وَوَقَعَ ٱلقَولُ عَلَيهِم بِمَا ظَلَمُواْ)، ووقوع القول: أي إقامة الحجة ونزول العذاب، واستحقاقهم له بسبب ظلمهم، لأن كل نفس مرتهنة بعملها، (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ)، بمعنى مرهونة، أي أن كل نفس مرهونة - محجوزة - بما كسبت، مأخوذة بعملها، لأنه سبحانه وتعالى - جعل تكليف عباده كالدَّين عليهم، فهم مرتهنون بأداء ما عليهم من التكاليف، ونفوسهم تحت استيلائه وقهره، فمن وفى الذي كُلف به، خلص نفسه من الرهن، ومن لم يوف عُذب، قال عليه الصلاة والسلام: (لا تزولُ قدما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ : عن عُمرِهِ فيمَ أفناهُ ؟ وعن علمِهِ ماذا عمِلَ بهِ ؟ وعن مالِهِ مِن أينَ اكتسبَهُ ، وفيمَ أنفقَهُ ؟ وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ)، فحاسِبوا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبوا، (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ )!
أضف تعليقك...