الأربعاء 2024-12-25
الآيات (83-85) سورة النمل، اللقاء (23)
تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
{وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ}.
تنقلنا الآيات إلى مشهد من مشاهد يوم القيامة، يوم يحشر من كل أمة من الأمم السابقة واللاحقة، مجموعة من كبراء المجرمين المكذبين بآيات الله تعالى، المعرضين عن ذكره وعبادته بما أمر به وشرع لعباده وارتضاه لهم من الدين القيّم، {فَهُمْ يُوزَعُونَ}، أي يُدفعون دفعًا، ويُزجرون زجرًا، {حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوا}، ووقفوا بين يديه يسألهم سبحانه بكيفية لا يعلمها إلا الله، عما فعلوه في حياتهم الدنيا، تقريعًا وتوبيخًا، وتحقيرًا، بسبب تكذيبهم بأفعالهم بما قد أحيطوا به علمًا، وبما بلغهم عن الله من الحلال والحرام، والحق والباطل، والأوامر والنواهي في كتابه العزيز، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، {أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}، أي هل عملتم بما علمتم؟ ولعل في هذا دلالة على أن المعنيين بالتكذيب في الآية، هم المسلمون المفرطون في دينهم من المفسدين والظالمين، لأن الكفار يكلمهم الله كلام توبيخ وتقرير، ولا يسألهم عن ذنوبهم، {وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} فيا من تعلمت العلم، ماذا عملت بما علمت؟ {أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ}؟ لماذا لم تستح من الله وقد علمت أنه يراك، {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}؟ فكيف تعديت حدوده، وأنت تعلم أن السماء التي تظلك، والأرض التي تقلك، هي ملك له وحده، وأنه ليس لك وليّ غيره، وأنه لا ملجأ ومنجى منه إلا إليه سبحانه وتعالى.
أضف تعليقك...