1. 

   إعداد / د. صديق بن صالح فارسي

2. 

   اجتماعي

{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}.

إذا جاء وعد الآخرة، وتهيأ العالم للفناء، ظهرت علامات الساعة الكبرى ومنها خروج دابة الأرض التي تكلم الناس، وهي آية من آيات الله تعالى، يخرجها للناس بعد أن تصبح قلوبهم خالية من اليقين، فلا يوقنون بوعد الله ووعيده، ولا يوقنون بآياته وقرآنه، ولا يوقنون بأسمائه وصفاته، فيفقدون علم اليقين، الذي هو أدنى درجات اليقين، -ودرجات اليقين ثلاثة: علم اليقين وأعلى منها عين اليقين، ثم حق اليقين- فاليقين أصل الإيمان وقلبه، والدابة: اسم للدواب من غير الإنسان، مشتق من الدبيب، وهو المشي الخفيف، والمراد بوقوع القول عليهم: انتهاء الوقت الذي تنفع فيه التوبة، إيذانًا بقرب يوم القيامة، وتعليل خروج الدابة: هو لأنهم لم يوقنوا بكلام الله، فابتلاهم بدابة تُكَلِّمُهُمْ فيوقنون بكلامها، فجعل ذلك إلجاء لهم حين لا تنفعهم آيات القرآن، فأبدلهم بها دابة من الدواب، -والعياذ بالله- ونحن نؤمن بأن هناك دابة تخرج في آخر الزمان، تكلم الناس بكيفية لا يعلمها إلا الله، أمَّا ما يتعلق بالمكان الذي تخرج منه، أو بالهيئة والأوصاف التي تكون عليها، فذلك علمه عند الله، لأنه لم يرد حديث صحيح يُعتمد عليه في بيان ذلك.

ولعل هناك مثالًا لتلك الصورة: وهو ما نراه اليوم في محركات البحث، والروبوتات والذكاء الاصطناعي من تلك الأجهزة التي تُكلّم الناس بمختلف اللغات، وتخبرهم بجميع المعلومات، بحيث قد يوقن البعض من ضعاف الإيمان بكلامها، أكثر من يقينه وثقته بكلام الله تعالى وآيات كتابه العزيز "القرآن الكريم"، قال عليه الصلاة والسلام: (ثلاثٌ إذا خَرَجْنَ لا يَنفعُ نفسًا إيمانُها لمْ تَكُنْ آمَنَتْ من قبلُ أو كَسبَتْ في إيمانِها خيرًا: طُلوعُ الشمسِ من مَغرِبِها، والدَّجّالُ، ودابَّةُ الأرضِ).