الجمعة 2024-12-20
الآيات (79- 81) سورة النمل، اللقاء (20)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
فَتَوَكَّل عَلَى ٱللَّهِ إِنَّكَ عَلَى ٱلحَقِّ ٱلمُبِينِ (79) إِنَّكَ لَا تُسمِعُ ٱلمَوتَى وَلَا تُسمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّواْ مُدبِرِينَ (80) وَمَآ أَنتَ بِهَدِي ٱلعُميِ عَن ضَلَٰلَتِهِم إِن تُسمِعُ إِلَّا مَن يُؤمِنُ بِـَٔايَتِنَا فَهُم مُّسلِمُونَ (81)
يا من تمسكت بالقرآن الكريم، والسنة المطهرة، توكل على الله - وامض في حياتك وأنت مطمئن البال مرتاح الضمير ، لأنك على الدين الحق المبين الواضح البرهان، ولو خالفوك وانتقدوك وقالوا عنك الأقاويل، فإن الله تعالى- ناصرك ومؤيدك ورازقك، وهو بالغ أمره، أي : منفذ قضاءه وأحكامه في خلقه بما يريد ، (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)، قال عليه الصلاة والسلام:(لا تزالَ طائفةٌ من أمَّتي على الحقِّ منصورينَ لا يضرُّهم من خالفَهم حتّى يأتيَ أمرُ اللَّهِ)، أما الكافرون فلفرط إعراضهم فهم كالأموات الذين فقدوا الحياة، والصم الذين فقدوا السمع، والعمي الذين فقدوا البصر، وذلك لأنهم لم ينتفعوا بهذه الحواس، فصاروا كالفاقدين لها، ولن تستطيع أن تهدي عمي البصائر ، لأن قلوبهم مقفلة عن سماع الحق، لذلك فليكن أول ما تدعوهم إليه الإسلام، لتتهيأ نفوسهم للهداية، وقبول الأوامر والتكاليف، قالَ رسولُ اللَّهِ- لِمعاذٍ حينَ بعثَهُ إلى اليمنِ: (إنَّكَ تأتي قومًا أَهْلَ كتابٍ، فإذا جئتَهُم فادعُهُم إلى أن يشهَدوا أن لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ، فإن هُم أطاعوكَ فأخبرهم أنَّ اللَّهَ تعالى- فَرضَ عليهم خمسَ صلَواتٍ في يومٍ وليلةٍ، فإن هُم أطاعوكَ، فأخبرهم أنَّ اللَّهَ - فرَضَ علَيهِم صدقةً تؤخذُ مِن أغنيائِهِم فتردُّ على فُقرائِهِم، فإن هم أطاعوكَ بذلِكَ، فاتَّقِ دَعوةَ المظلومِ)، وفي رواية فإيّاكَ وَكرائمَ أموالِهم واتَّقِ دعوةَ المظلومِ فإنَّها ليسَ بينَها وبينَ اللَّهِ حجابٌ)!
أضف تعليقك...