الجمعة 2024-12-13
الآيات (65-66) سورة النمل، اللقاء (16)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
قُل لَّا يَعلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَوَتِ وَٱلأَرضِ ٱلغَيبَ إِلَّا ٱللَّهُ وَمَا يَشعُرُونَ أَيَّانَ يُبعَثُونَ (65) بَلِ ٱدَّٰرَكَ عِلمُهُم فِي ٱلأٓخِرَةِ بَل هُم فِي شَكّ مِّنهَا بَل هُم مِّنهَا عَمُونَ (66)
الغيب: هو ما غاب عن الأنظار، ولا تدركه الحواس، ولا يُعلم ببداهة العقل. فالكفرة والمشركون يسألون عن الأمور الغيبية سؤال تهكم واستهزاء وتكذيب، والمتشككون والذين هم في ريبهم يترددون، يسألون عنها سؤال استنكار ، والمشعوذون ومشائخ الضلال يزعمون أنهم يعلمون الغيب، قل لهم جميعا: إنه لا يعلم أحد من المخلوقات الكائنة في السموات والأرض، الغيب إلا الله تعالى - كما أنه لا يعلم الأشياء التي تحدث في السموات والأرض الغائبة عنا، إلا الله - فهو سبحانه- المنفرد بعلم الغيب : كقوله: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ )، وكقوله: (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )، فهذه الأمور ونحوها لا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل، ثم أكد سبحانه - كذب المدعين لعلم الغيب، فقال: (وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)، أي: ما يدرون متى يبعثهم الله - من القبور، (بَلِ ٱدَّرَكَ عِلمُهُم فِي ٱلأٓخِرَةِۚ)، أي كَمُلَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ، إِذَا عَايَنُوهَا، حِينَ لَا يَنْفَعُهُمْ عِلْمُهُمْ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا فِي الدُّنْيَا متشككين، (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها)، وفي عُمْيٌ عنها، (بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ)، أي غافلون عن الاستعداد لها، وَأَصْلُهُ عَمْيُونَ "وحُذِفَتِ الْيَاءُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ" وهي جمع عمَ، وهو من عمى القلوب، (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ )!
أضف تعليقك...