الأربعاء 2024-12-11
الآيات (54-58) سورة النمل، اللقاء (14)
تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
{وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ * أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ * فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ * فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ * أَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا ۖ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ}.
تحكي لنا الآيات قصص الأمم السابقة، ويتعدد ذكر القصة في مواضع متفرقة من القرآن، وفي كل موضع تتحدث عن جانب من جوانب القصة بما يتناسب مع سياق الآيات، لتكون أبلغ في الموعظة وأعظم تأثيرًا في نفس القارئ المتفكر، والسامع المتدبر، والمتلقي للآيات المتأمل في مغازيها.
ولوط هو ابن هاران بن آزر، وهو ابن أخ إبراهيم، عليهما الصلاة والسلام، آمن وهاجر معه إلى أرض الشام، فبعثه الله رسولًا إلى قرية سدوم، يدعوهم إلى عبادة الله، وينهاهم عما كانوا يرتكبونه من المآثم والفواحش التي اخترعوها، دون أن يسبقهم إليها أحد من العالمين، {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ}، فبدلًا من أن يسمعوا ويستجيبوا لرسولهم، وينتهوا عن غيهم وفسادهم، تباهوا وافتخروا بما هم عليه من القذارة والفحش، وسخروا من تطهر آل لوط، وهموا بإخراجهم، {قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ}، وهذا من شؤم المعصية على الفاسقين، إذ يرون الباطل حقًا، والحق باطلًا، {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}، فاحذروا يا أحبتي المعاصي، فإنها تُعمي البصائر.
أضف تعليقك...