الثلاثاء 2024-12-10
الآيات (45-53) سورة النمل، اللقاء (13)
تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي
-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ * قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ۖ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ ۚ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ ۖ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ * وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ * قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * انظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}.
كعادة القرآن، عند ذكر الخير وأهله، يذكر النقيض له، فبعد أن استمتعنا بقصة ملكة سبأ التي كانت وقومها يسجدون للشمس من دون الله، ثم بعد أن تبيّن لها الحق، {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، تتحدث لنا هذه الآيات عن قوم ثمود، الذين كانوا كافرين، فأرسل الله إليهم {أَخَاهُمْ صَالِحًا}، أي رسول منهم وفيهم، يعرفونه ولا ينكرونه، {قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَٰذَا}، أي قبل أن يدعوهم، فمكروا وحلفوا على قتله وأهله، {لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ}، من البيات وهو المباغتة ليلًا، ثم يقولون: ما شهدنا مهلك أهله وحدهم، وأرادوا بكلامهم التعريض، ولكن الله تعالى مكر بهم ودمرهم وقومهم أجمعين، ونجّى الذين آمنوا وكانوا يتقون.
وكذلك هم المفسدون عندما يعجزون عن طمس الحق، فإنهم يعادون من يدعونهم إليه، فينصر الله تعالى رسله وعباده المؤمنين، ويهلك الكافرين، {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}، أما إذا تأخر النصر عن المؤمنين، فذلك إما لأنه سبحانه شاء بحكمته أن يؤخره لأجل يقدره، أو لأمر يريد أن ينفذه، وإما بسبب خلل في إيمانهم، وضعف في يقينهم، وفتور في عزائمهم.
أضف تعليقك...