الاثنين 2024-12-02
الآية - 15 - سورة النمل، اللقاء (06)
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!

-
إعداد / د. صديق بن صالح فارسي
-
اجتماعي
وَلَقَد ءَاتَينَا دَاوُۥدَ وَسُلَيمَنَ عِلما وَقَالَا ٱلحَمدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِير مِّن عِبَادِهِ ٱلمُؤمِنِينَ (15)
والمعنى : لقد أعطينا داود وابنه سليمان علما واسعا من عندنا، ومنحناهما بفضلنا وإحساننا معرفة غزيرة بعلوم الدنيا والآخرة، وأنهما عليهما الصلاة والسلام- كانا من عباد الله - الحامدين الشاكرين، وقليل من عباد الله - الذين يشكرونه على ما آتاهم من النعم التي لا تُعد ولا تُحصى، (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)، ولقد كان لحمدهما وشكرهما، لله تعالى - الفضل العظيم، والخير الكثير، الذي وهبهما الله - إياه، علاوة على كونهما من أنبيائه، وسيأتي ذكر البعض من تلك النعم في الآيات التالية، والبعض الآخر جاء ذكره في عدة مواضع من القرآن، حيث أنه - تبارك وتعالى - وهب داوود الابن الصالح الأواب سليمان، (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)، واستجاب لدعوة سليمان و وهبه ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)، فهو العزيز الوهاب، يرزق من يشاء بغير حساب، وما كان عطاء ربّك محظورًا. وفى الآية دليل على شرف العلم، وتقديم حَمَلَته وأهله، وأنه من أجل النعم بعد نعمة الإيمان، وأن من أوتيه فقد أوتي فضلاً على كثير من عباد الله - وفى التعبير بقوله: (فَضَّلَنَا على كَثِيرٍ)، دلالة على حسن أدب وتواضع، حيث لم يقولا فضلنا على جميع عباده، كما أنها إثبات لسنة من سنن - الله تعالى- بأنه يزيد في النعم لمن يشكره، وأن من يشكر فإنما يشكر لنفسه!
أضف تعليقك...